(9) فأما بحر الخزر فليست له مادة من شىء من ذين البحرين بوجه (1) ولا سبب وقد حكيت عن هذا البحر حكايات كثيرة عن كبار المؤلفين ولقد قرأت فى غير نسخة لجغرافيا أنه يستمد من بحر الروم عن بطلميوس وأعوذ بالله أن يكون مثل بطلميوس يذكر المحال أو يصف شيئا بخلاف ما هو به، وهذا البحر فى قرار من الأرض مادته الماء العذب والذي يفرع اليه ويفرغ فيه فنهر آتل وهو أكبر مواده وهو نهر الروس ونهر الكر والرس ومياه الجيل والديلم وطبرستان ونواحى الغزية (7) وجميعها مياه عذبة وإنما تربتها فاسدة حمائية فالماء يأجن ويأسن فيها لذلك، وهو بحر لو أخذ السائر على ساحله من الخزر على أرض اذربيجان الى الديلم وطبرستان وجرجان والمفازة على جبل سياه كويه لرجع الى مكانه الذي سار منه بغير أن يمنعه مانع من ماء مالح سوى الأنهار العذبة التى ذكرتها، فأما بحيرة خوارزم فكذلك أيضا لا تتصل ببحر غيرها، وفى أراضى الزبح وبلدانهم خلجان وكذلك فى أعراض بلد الروم خلجان وبحار لا تذكر لقصورها عن هذه البحار وكثرتها، وقد أخذ من البحر المحيط خليج يمر على ظهر بلد الصقالبة ويقطع أرض الروم على القسطنطينية (15) حتى يفرع فى بحر الروم (16)، (10) وأرض الروم حدها من هذا البحر المحيط على بلد الجلالقة (17) وافرنجه وروميه (18) واثيناس الى القسطنطينية ثم الى أرض الصقالبة ويشبه أن يكون نحو مائة وسبعين مرحلة وذلك أن من حد الثغور فى الشمال الى أرض الصقالبة نحو شهرين وقد ثبت أن من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال مائتى مرحلة وعشر مراحل، والروم المحض من حد رومية (21) الى حد الصقالبة
পৃষ্ঠা ১৩