============================================================
السيرة المؤيدية بينه وبين الرؤية مناسبة ، فهذا كلام رجل ليس يعرف أن العرب تضع العلم مكان الرؤية وتضع الرؤية مكان العلم ؛ أما العلم مكان الرؤية فمثل قوله تعالى : "ألم أحسبالناس أن يتركوا أن يقولوا آمتا وهم لا يقتنون " إلى قوله " فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين(1)" هاهنا العلم بمعنى الرؤية إجماعا ، وذاك أن الله تعالى علم قبل أن يفتتهم الصادق من الكاذب ، وليس يجوز أنه يقال أن يجدد له علم بعد أن اختبرهم ، بل علم بسابق علمه مايكون منهم ، فلما ظهر ما كان (في اللوح) (1) من معلومه رآه كما علمه ، وكذلك الملائكة رأوا ذلك حسب ما كان سكتويا فى اللوح فهذا (ب) هو الغرق بين المعلوم والمرقى ، فان البارى عالم بالموجود والمعدوم ، وإذا وجد (ج) المعدوم أدركه على ما هو . وأما الرؤية معنى العلم فكقوله تعالى : "ألم تركيف فعل ربك بعاد (2)" فليس يصح حمل هذه الرؤية بمعنى النظر إلى الشئ ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم ما نظر إلى قوم عاد بل علم بخبر صادق أن الله تعالى أهلكهم فقد دل دليل العقل على أن الرؤية ها هنا ليس بمعنى النظر فمعنى قوله "ألم تر" ألم تخير ، ألم تعلم ، وفى مثل هذا يرجع إلى أهل اللغة ولا منازعة فيها بل الأمر فيه موكول إلى أهلها .
وأما قوله: "والشمس والقمر والنجوم والحجبال والشجر والدواب، ، وسثل ذلك قوله : إنا سخرنا الججبال معه يسبحن بالعشى والاشراق (4) " سثل على عليه السلام عن تسبيح الحجبال فقال : والله رينا (د) قادر أن يصنع ذلك وأنا أومن" وقد صح أن ركانة(4) سأل النبى صلى الله عليه وسلم معجزة فقال : وما تريد ؟ فقال : أريد أن تشهد تلك الشجرة لك بالنبوة ، فأسر النبى صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ويستدعيها والقصة معروفة . وتسبيح الحصى فى يد النبى صلى الله عليه وسلم أشهر من الشمس حتى قال على عليه السلام يسبح فى يديه الحصى وشهد على نبوته . وأقام دلالات لا تحصى ، ومن أنكر هذا فقد أنكر القدرة ودفع المعجزة ، ومنه كلام الذئب وكلام الضب وتسبيح الحصى واتيان (1) سقطت في د._ (ب) في د: وهذا .-(ج) في ك : اوجد.
(د) ك : رينا والله.
(1) سورة العنكبوت 1/29 و3 0 - (2) سورة الفجر03/89(3) سورة ص 718/38: 45) فى الأصل (أبا زكان) وركانة هو ابن عبد يزيد المطلبى الصحابى الذى صارعه النبى لى الله عليه وسلم فصرعه النبى ، وله حديثان فى ابي داود والتريذى وابن ماجه . أما حديث معجزة الشجرة فقد وردت فى الشفاه للقاضى عياض على أوجه ستعددة ولم يرد فيها ذكر اسم الآعرابى الذى طلب من النبى هذه الآية .
পৃষ্ঠা ৬৬