============================================================
السيرة المؤيدية الم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجيال الشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب(1)" فأنا أتكلم فى سعنى الآية على ما تكلم فيه السلف لغة ونقلا ، فمن رام منى غير ذلك فقد نعدى وأساء، ويجب أن بين هو ما عنده ، كما أبين أنا سا عندى ، ثم يتأمل فى التفاسير فامن كان ما قلته وبينته وافقا لأقاويل المفسرين فأنا على الصواب ويلزمه ترك ما تعلق به من الشبهة ، فان كان ما قاله موافقا لأقاوبلهم دون ما قلته رجعت أنا حينئذ عن قولى فيظهر للتاس الحق من الباطل والصواب من الخطا ، فأما من يضرب الطبل تحت الكساه ويتبع الهوى ويروم منى أو من غيرى الاعتماد على الخطأ كان قوله " كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لميچده شيئأ" .
أما الكلام فى الآية من حيث اللغة فان السجود فى كلام العرب هو الخضوع والانقياد أمر الآمر ، ومن لا يمتنع من أمر الآمر فقد انقاد له ، ويقال كان سجود الملائكة لآدم عليه السلام لماء ولم يضعوا وجوههم بالأرض ، ولا يتبغى لأحد أن يضع جبهته بالأرض إلا لله تعالى ، ويقال كان سجودهم له خضوعا وإقرارا بفضله لما أنبأهم بالأسماه التى علمه الله تعالى ، فيجوز أن يكون السجود بمعنى الانحناء والخضوع . وأما السجود عنى الاقرار بالفضل فهو قوله تعالى : " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا (2)" ولم يكونوا سجدوا له لكن أقروا بفضله من حيث أنهم أساءوا إليه وأحسن إليهم وهو عنى قوله تعالى : "تالله لقد آثرك الله علينا (4)" ويجوز أن يكون آدم كالقبلة وكما أنا اسمرنا أن نسجد نحو الكعبة كذلك أمروا أن يسجدوا لله وآدم هم كالقبلة ؛ وإنما قررت معانى السجود هاهنا لثلا يطول الكلام عند الآية التى سثلت عن معناها .
اما الكلام فى قوله تبارك وتعالى "ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب" . فقوله تعالى : "ألم تره يقول ألم تخبر يا مد فى الكتاب فتعلم أن الله يسجد له يقول يصلى له وينقاد لأمره من فى السموات من الخلق(1) ومن فى الأرض من الملائكة والحجن الذين لاترون سجودهم ؛ فأما من اعترض على فقال لم يعهد فى مكان أن "ألم تعلم" ناب مناب "ألم تر * وأنه إن جاز ذلك جاز أن يقوم ألم تر أيضا مقامه فى كل سوضع مما ليس (1) في د: خلق .
(1) سورة الحج 14/22 . - (2) سورة يوسف 100/12 . - (3) سورة يوسف 91/12.
السيرة المؤدبة
পৃষ্ঠা ৬৫