============================================================
السيرة المؤيدية من أين لك أنك إذا سلكت طريقتك ونهجت مذهبك واستمررت على عادنك كانت لك العاقبة ، به نجوت ويلزومك اياه تخلصت ، بل يقول لك خالفك كل ما سلكته ضد ما ومته ، وخلاف ما أردته ، فهل وجدت فى هذا الكلدم نفسك إلا قائلة بشهوانها سائلة إلى سا وضعتها .
واما قولك اللفط يقتضى التأويل فكلا وسعاذ الله ، اللفظ العربى الذى يقتضى (1) عندهم معى معلوما لا يحتاج معه إلى التأويل بل هو محمول على سعناه الحقيقى ، وقولك والعقل يقتضيه فليس الأمر كما زعمت فان العقل لا يقتضى أن تحمل ألفاظ عريبة على معان لم توضع لتلك الألفاظ ؛ يدلك على ذلك أن رجلالوأمر غلاما بأن يسقيه ماء فباع للآمر جارية ، استجهل وأددب وعوقب ؛ وإن قال حملت قوله اسقنى ماء على تاويل صحيح وهو أنه أراد منى بهذا اللفظ أن أبيع له جاريته (ب) لم يقبل مته ، ولم يسقط عنه التأديب واسترك عقله ، ولايجوز أن يختلف فى هذا العفلاه ، فكيف تعضد دعواك بالعقل ولا يدل على محة قولك هذا العقل الناقص فكيف العقل (ج) الكامل؟ وأما ماذكرت أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث في حين استعلاء الألفاظ العربية وتبرج أهلها بالفصاحة والحجزالة فنعم ؛ إلا أن الفصاحة والجزالة ضد ما تطليه أنت وتدعو الناس إليه ، وأنا أضرب لكم مثلا ها هنا ، وقد روى أن النبى صلى الله عليه وسلم ركب فرسا ، فقال وجدتها بحرا ، وهو كلام جزل خل فصيح وجيز ، فترى أنه يجوز لقائل أن يقول إنما أراد بقوله : "وجدتها بحرا" معنى سوى السير العظم والنفس القوية والطاعة لراكبها ، حتى أنه لو أراد إنسان أن يحمل كلامه على غير هذا ما التفت إليه وعرج عليه . فاعرف الفصاحة من الشهوة ، والجبزالة من الدعوة المحضة حتى لا تضل .
وأما قولك كان ظاهر القرآن ، معجزا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحقيق معتاه وتفسيره معجزا لأهل بيته ، لا يدعيه سواهم إلا كاذب ، فكلام طريف (د) ، قد ادعيت أن لك استنباطا حقا ، إليك فيه يسار ، فلم يصح لك دعواك . ثم قلت هذا الكلام الذى عظمت جنايته ، وذلك أن القرآن ظاهره وباطنه فكله معجز للنبى صلى الله عليه وسلم وقولك باطنه وتقسيره معجز لأهل بيته صلوات الله عليهم كلام غير مفهوم ففسره ،؛ ثم لا يصح هذا الكلام كله من أوله إلى آخره من حيث ان أهل البيت ما فيهم من أولهم إلى آخرهم من يدعى لنفسه شيئا مما ذكرته ، بل (1) في د: الذي عندهم يقتضي . (ب) في د : جارتيه . (ج) في د: العاقل .
(د) في ك : طريف لك .
পৃষ্ঠা ৫৩