============================================================
السيرة المؤيدية الكتاب(1) ناطق أن للقرآن تأويلا بقول الله تعالى : "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون ف العلم(1)" . قصحيح إلا أنه يحتاج أن يبين أن التأويل المشار إليه هو عارف به من دوننا ، وعنه يؤخذ ولأجله يسار إليه ، فاننا تقول وقولتا الحق والصدق ، إنه معى ونحن به عارقون ، وهم عنه عادلون ، يقولون فيه بشهواتهم ، ومرادهم حيث يحملون قوله تعالى : "فيها أنهار من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من مر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى(3)" على قوم بأعياتهم وهل ذلك إلا شهوة وقول معدول به عن الحق ، نعوذ يالله من القول فى القرآن بالشهوة . وقد روينا عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده فى النار* .
وأما تعلقك فى هذا الموضع بقوله تعالى : " ولنعلمه من تأويل الأحاديث (2)" . فهو حمول على معرفة تعبير الرؤيا ، اجمعوا على ذلك ، وليس تأويلاتك من هذا الجتس ، ولو كانت تأويلاتك تعبير الرؤيا (ب) على ما جاء فيه الآثار لكان مسلما لا نناقش فيه ، فاعلم أنه لا تعلق لك بهذه الآية ، إذ لا حجة لك فيها بتة بتة . وأما تعلقك ب قوله تعالى : " بل كذبوا يما لم يحيطوا بعلمه ولا يأتهم تأويله(4)" فهو حجة عليك اذ تجرات على الله تعالى ، وحملت كلامه على مرادك ، وما زينه الشيطان فى عينك بلا حجة ، وخالفت ظاهره ، وزدتم فى القرآن ونقصم ويدلتم على شهوانكم ، هداكم الله لرشاد ودين الحق بمنه ولطفه .
وأما ما رويت عن النبى صلى الله عليه وسلم : "أنا صاحب التنزيل وعلى صاحب التأويل" فمن أعجب الأمور! من روى هذا عن النبى أولا من الصحابة ومن أهل البيت ، وأى شي إستاده ؟ وفى أى كتاب دون ؟ وفى اى مستد كتب؟ ومتى سمع على أمير المؤسنين عليه السلام يروى هذا ؟ أو يذكر تأويلا لا يدل عليه لفظ العرب ؟
ومتى سمع أحد من أولاده الطاهرين يروى هذا سا لا أصل له يوجه من الوجوه؟ فثبت الغشاء ولك الفضل .
وأما كلامك فى تفسير التأويل فانى أسلمه لك تسلم جدل لأطرح لك طرحا وافرا وتقوى ثم أبين لك نساد تعلقك به ؛ أحسب أن الأمرفى التفسير كا ذكرت لكن (1) فى د: القران .- (ب) في ك . المنامات: (1) سورة آل عران 7/3 . - (2) سورة ب15/4 0- (3) سورة يوسف 21/12.
(4) سورة يولس 39/10.
পৃষ্ঠা ৫২