============================================================
السيرة المؤيدية العلماء والقدوة والفقهاه، والنظار فى دين الله تعالى ، والذابون عنه والناصرون له ، والداسفون للباطل وحزبه ، والرادون على الزاثغين ، عصمنا الله تعالى من قول المبطلين المفترين فى الدين الذين يجحدون الحق وينصرون الياطل . وإن كان الاشارة فى إبطال الاستنباط إلى رد القياس واستعماله ، قالقياس الصحيح هو المعيار الصحيح الذى يميز به الحق عن الباطل ، والصواب عن الضلال ، يدل عليه قوله تعالى : " فاعتبروا يا أولى الأبصار(1) " . والاعتبار إلحاق الشى بنظيره ، ولايعلم أن الشئ نظير لغيره إلايمعنى يحصل فيهما ، أو علة تجمعهما ، ومن أنكر الاعتبار والقياس فى الدين لم يكن من أهل الاجتهاد ، ولايكون ما يشتغل به علما ، والذى يدل عليه من جهة الخبر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القبلة للصائم أنها تفطر أم لا ، فقال له (1) : " أرأيت لو تمضمضت ماء فمججته أكان ذلك يفطرك " فقال الرجل . "لا* . فقال النى صلى الله عليه وسلم : "فلا إذن" ، فشبه التى صلى الله عليه وسلم القبلة للصائم بالمضمضة من حيث أنه لم يسخل خوفه تى مع الذكر ، وهذا يفهمه من له حاسة صحيحة ، وعقل وافر لا نافر .
م وجدت فى هذا الكلام تناقضا لأنه نفى استنباط الغير وأثبت لنفسه وأهل نحلته استتباطا ، فان كان الاستنباط فاسدا قهلا هجره هو وقد قيل فى المثل : لاتنه عن خلق وتأتى سثله عار عليك إذا فعلت عظيم م هذا الكلام خارج عن (ب) الانصاف ونهج الصواب لأنى سالته () عن تصحيح ما يدعيه من سعانى القرآن ، لايدل عليه اللفظ العربى ولا يقتضيه لخواه ، وهو يزعم أنه يستتبط من القرآن معانى ، [زالاستنباط لايصح إلا بعد اعتبار معنى) (د) فى الشىء المتصوص عليه قيرد عليه بذلك المعنى غيره مما لا ذكر له فى القرآن وهو القياس المحض ؛ وهو لايقول بالقياس والاستنباط فلم ينقص كلامه بعضه ببعض ؟ وينسخ أوله يآخره؟ إنما يناظر المرء مكاتبة ومشافهة إذا ضبط المناظرة ، فأما الذى لا يعرف ذلك لم يتعرض له لأنه تفضحه شواهد الاختبار . فان زعم هذا القائل أنه من أولى الأمر لم يسلم له وقد نى خلافا على خلاف هو أعظم ، وادعى لنفسه ما لايصلح له أبدا . وأما قولك ولص (1) سقطت في 5. - (ب) في د: من : (ج) فيد: سألت .
(د) سقطت هذه الجملة من نسخةد.
(1) سورة الحشر 2/59.
পৃষ্ঠা ৫১