============================================================
السيرة المؤيدية ولطفا وعنفا ، وأوردوا أنه إن يستمر الأمر على ذلك قطعوا الآسال ، وركبوا الأهوال وحموا نقوسهم من احتمال الذلة والتوسم بميسم الضعف والقلة . فانتهى الخبر إلى كل جهة ، وعلم انه سيكون منه شأن يستفيض شره ويستطير شرره ؛ قرسم السلطان للوزير نلافي القضية (1) وإطفاء النائرة ، فسكان من تلطفه فيه ، وحسن تدبيره وجيل تأنيه ، أنه استقبل الأمر بالتلافى والتدارك ، وسابق الديلم يوم الجمع الكثير فى الميدان للتكلم عن مداواة الداء، ورسم (ب) استحضار القاضى والقصاص والصوقية على يكرة أبيهم ، فجاءوا خرقون مصاف الديلم يمنة ويسرة ، وهم يتحاملون بالألستة عليهم ، ويقولون كل قذع (ج) وسقط فى حر وجوههم ، إلىأن دخلوا الداروهم موتى من الفزع فيما حصلوا من جهة الديلم عليه ، وسا دعوا من دار السلطان إليه ، ولما مثلوا فى يساط الوزير اعتمدوا بكل تتريسب وكل زجر ونكير قولا : "إنكم قد بطرتكم (د) النعمة ، وكفرتم الموهية فيما مد عليكم من ظلال الأسنة والمعدلة ، فصار همكم إثارة الفتنة ، وكلامكم الاغراء بين الشيعة والسنة ، وأنه إن سمع بعد هذا أن أحدكم يتلقن بشى منه ذكرا ، أو يجرى به فى فمه لسانا ، فرشتم قتلى في السكك والأسواق ، وحصل من سلم بعده فى المصادرة والحجر فى الخناق ، فابصروا بين أيديكم ، وانظروا إلى مواطىء أقدامكم والسلام* . فصدروا ثقالا بعد أن وردوا خفافا . ثم سئل الديلم عما جمعهم فى الميدان ، وأنسف منهم بين الشيب والشبان ، ورسم اختيار عدة يدخلون ويترسلون عنهم، فاختاروهم ودخلوا ، وساهم(ه) عن سبب الجمع فأجابوا : "بأنهم قوم يعتقدون اعتقادا تقرر فى نفوسهم حقه ، وتأكد عليهم بعهود ومواثيق اخذوها فرضه ، وأنهم يتخذون هذا الرجل القيم به أبا لهم وأخا وصاحبا ومحلا لكل سر ، وسفزعا في كل خير وشر، وأنه منذ أيام أغلق الباب فى وجفه ، ويرجف بأنه ينفى عن البلد ، ويفعل به ويصنع فهذا هو الذى الفتا وحرك ساكننا(و) *فأجاب الوزير : "يأنه لم يجر شىء من ذكر النفى معاذ الله ، فانه أجل قدرا وأبسط حشمة أن يتناول بشى من ذلك ، ولكننى أشرت عليه يالجلوس فى داره ، والمنع عن لقائه أياما لحدوث فورة من العامة يسبيه ، ريتما أنوصل إلى حل عقدتها وإطفاء ناثرتها ، وقد استدعيت فى هذه الساعة رؤوس ضلالتهم والمتوجيين فيهم ، واطعمتهم لحومهم ، وأنذرتهم سوء العذاب إن عادوا لما تهوا عنه من كلام التشيع والتستن ، والخوض فيما يثير أسباب الفتن ، ويجب عليكم أن تعاودوا منازلكم وتشرحوا صدوركم ، فقد كفيتم فى صاحبكم ما تخشونه * . فاتصرفوا (1) في د: القصة ._ (ب) في د: سقطت .- (ج) في د. قذف.
(5) في ك : ابطرتكم .- (ه) في ك : سقطت .- (و) فيد : ساكنا .
পৃষ্ঠা ৪২