============================================================
القاب الفاطميين وخلعهم وأن المؤيد أجابه إلى ما طلب . ولعل المؤيد فى هذا كله كان اصدق من المؤرخين لأنه كان يتحدث عن نفسه بينما روى المؤرخون عن غيرهم هذه الجوادث .
على أننا نأخذ على المؤيد فى الدين أنه أغفل الحديث عن أسباب غضب القائم بأسر الله العباسى على البساسيرى واستعانته بالسلجوقيين ، فريما كان أمر هذا الخلاف أخطر ممسا حدثنا به المؤرخون ، وإن كان المؤيد يرجع هذا الخلاف إلى عدوه ابن المسلمة رئيس الرؤساء .
وناحية أخرى أهملها المؤيد إهمالا شديدا فهو لم يذكر تاريخ الحوادث بالسنين والشهور قارىء السيرة المؤيدية إن لم يكن ملما بتاريخ القرن الخامس للهجرة فهو مضطر إلى الاستعانة بكتب التاريخ الأخرى حتى يستطيع أن يحدد زمن هذه الأحدات ، ولذلك اضطررتا الى استدراك هذا التقص عند ذكر هذه الحوادث بتعليقات فى الهاسش .
وهكذا نرى قيمة هذا الكتاب من الناحية التاريخية .
اما من الناحية الأدبية ، فكما أن كتاب السيرة المؤيدية قيم من ناحية دراسة عقائد القاطميين ، وقيم من ناحية ناريخ القرن الخامس للهجرة ، فان قيمته الأديية لانقل خطرا عن قيمه الأخرى ذلك أن المؤيد فى الدين كان كاتبا قديرا يجيد صناعة الكتابة إجادة جعلته يقول للوزير اليازورى وقد جرى ذكر كتاب الانشاء بمصر: معلوم ما كان لمتولى هذا الديوان من الجاه الوسيع والروق السنى الكثير ، ولثن كانت أشخاصهم مفقودة فان أثارهم في صناعتهم حاضرة موجودة ، وأنت كانب تفرق بين الحجيد والردى: والضعيف فى الصناعة والقوى ، وأريد أن تعتبر من انتصب هذا المنصب من نحسين ستة إلى اليوم مقايسة إلى ، فان كنت من يجرى فى حلبتهم فرسه ، ويطول خو أمرهم باعه فأنزلنى منزلتهم من الحجاه والمال وإلا فقل لى ما أنت مثلهم ولا فى آفاقهم (1) . والمؤيد فى الدين هو الذى وصفه أبو العلاء المعرى بقوله : " ولو ناظر أرسطاليس لجاز أن يفحمه أو افلاطون لنبذ حججه خلفه ،(4) ذلك أن المؤيد كان مثقفا ثقافة واسعة فاستطاع أن يستفل هذه الثقافة فى مناظرانه ومجالسه ورسائله ، كما استغلها فى هذا الكتاب التاريخى ، ولعل اظهر ما نراه من ثقافته فى هذا الكتاب هى ثقافته الأدبية واللغوية ، فقد أخذ صناعة الكتابة المسجوعة عن الذين سبقوه فأسرف فى استخدام السجع فى كتابته ، ولم يكن المؤيد بدعا فى ذلك إنما كان السجع أسلوب عصره ، وعليه جرى كل الكتاب والأدياء ، فكتاب الرسائل والدواوين وكتاب المقساسات والقصص كانوا يسرفون فى السجع ويتعمدونه ويتخذون كتاباتهم المسجوعة صناعة يتصنعونها وينفقون جهدأ كبيرا فى الحرص علها (1) ص 94 . -(2) معجم الأدباه *3 ص 202 (طبعة فريد رفاعى) .
[24]
পৃষ্ঠা ২৮