============================================================
والتزاسها ، حتى أن أيا العلاء كان يلزم نفسد فى يعض نثره بما الزم نفسه به فى لزومياته من اتخاذ السجع فى حرف وفى حرفين ، ولكن المؤرخين وأصحاب السير لم يلتزموا السجع فى كل كتاباتهم ، والمؤيد فى سيرته كان يسرف فى السجع أحيانا ، ويترك كتابته على سجيتها أحيانا أخرى ، ففى رسائله التى أودعها هذا الكتاب ، يكثر فى استخدام السجع والبديع ، أما إذا سرد الحوادث أو تحدث عن نفسه فقد تمر بفقرات لاتجد فيها جملة مسجوعة ، وهو عند ماكان يتعمد السجع والزينة البديعية ولا سما الحبناس ، نرى اسلويه يلتوى ويتعقد بعض التى ، فهو يضطر أحيانا إلى أن يباعد بين أجزاء الحجملة فيضطر القارى الى تأملها ليربط بين أجزائها . أما تضميناته لآى الذكر الحكيم وبعض أييات الشعر ، فهذه أيضا ليست جديدة فى الكتابة منذ القرن الثالث الهجرى ، ولكن المؤيد لمكانته ف الدعوة وتأثره الشديد بالقرآن الكريم كان يكثر من تضمين ألفاظ القرآن الكريم وآياته ، ومن الاقتباس منها ليحلى بها كتايته ، فاذا بأسلوب المؤيد فى هذا الكتاب أسلوب أدبى لم نكد نعرفه عند الكتاب المؤرخين .
وإذا تركنا أسلوب المؤيد نرى قيمة أخرى للكتاب . تلك أن المؤيد لم يكتب هذه السيرة إلا بعد أن وفد على مصر واستقر بها عدة سنوات ، فتأثر بقن السير الذى برع فيه المصريون وأكتروا من الكتابة فيه ، بل لا أغالى إذا قلت إن فن السير فى تاريخ أدبنا العربى هو فن متأثر بشغف المصريين بالسير منذ أقدم عصورها التاريخية ، ققدماء الصريين سجلوا سير ملوكهم وأبطاهم على جدران المعايد والمقابر وعلى أوراق البردى ، وفى مصر المسيحية جرى الآباه البطارقة على كتابة سير من سبقوهم من الآباء والقديسين ، و فى مصر الاسلاسية اكثر الكتاب المصريون من الكتابة فى فن السير ، بل أرجح أن ابن اسحق صاحب السيرة النبوية وضعها فى مصر ستأنرا بفن السير عند المصريين ، وجاء ابن هشام فروى اكثر السيرة عن علماء مصر، وكتب عبد الله بن عبد الحكم سيرة عمر بن عبد العزيز ، وصنف ابن الداية سيرة احمد بن طولونه ، وسيرة ابنه غخخارويه ، وسيره الاخشيد وابنه ، وجاء ابن زولاق المؤرخ المصرى فأكل سيرة الأخشيد ، وسيرة ابنه ، وسيرة كافور، وسيرة المعز لدين الله ، وسبرة العزيز ، وسيرة سيبويه المصرى ، وسيرة جوهر القائد ، وسيرة المدرائيين، وكتب مد بن اليمانى سيرة جعفر الحاجب ، وكتب ابو على متصور الحجوذرى العزيزى سيرة الأستاذ جوذر ، وهاهو المؤيد فى الدين يكتب السيرة المؤيدية متأثرا بمن سبقه من الكتاب المصريين . على أن أصحاب السير من المصريين الذين سبقوا المؤيد لم يترجموا لأنفسهم ، أما غير المصريين من الكتاب والعلماء فلم أجد [25]
পৃষ্ঠা ২৯