وقالت المعتزلة: كلام الله تعالى مخلوق غير قائم بذاته، وقبل خلقه ما كان متكلما، وإنما صار متكلما بإحداث الحروف في اللوح المحفوظ لقوله تعالى: ?إنا جعلناه قرءانا عربيا? [الزخرف: 3]، والجعل والتخليق واحد، ولأن الكلام في الشاهد من جنس الحروف والأصوات، ففي الغائب كذلك، ويستحيل قيام الصوت والحرف بالقديم.
والجواب: أن الآية محمولة على العبارات المحدثة، ولا ننازعهم في ذلك، ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «القرآن كلام الله غير مخلوق» (1)، وقولهم: «الكلام في الشاهد من جنس الحروف والأصوات» ممنوع، بل الكلام في الشاهد هو المعنى القائم بالذات، بدليل قول الأخطل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا
পৃষ্ঠা ৮৩