[الأدلة من القرآن على أن القلب محل العقل]
يؤيد ما ذهبنا إليه قوله تعالى: {لهم قلوب لا يفقهون
بها}[الأعراف:179] والفقه: هو العلم.بدليل أنك لا تقول: فقهت هذا الأمر وما علمته، ولا علمته وما فقهته، بل يعد من قال ذلك مناقضا وذلك بدلالة([12]) تطابق اللفظين على معنى واحد كالجلوس والقعود، وقوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(46)}[الحج]، وقوله سبحانه: {وقلوبهم وجلة([13])}[المؤمنون:60]، وقال سبحانه: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب(28)} [الرعد] وقوله تعالى: {فتخبت له قلوبهم}[الحج:54]، وقوله تعالى: {ثم تلين جلودهم وقلوبهم [إلى ذكر الله]}[الزمر:23] إلى غير ذلك من آيات القرآن الكريم التي تدل كل آية بلفظها ومعناها؛ على أن القلب محل العقل وآلته، كما جعل الله -سبحانه- اللسان آلة الكلام، والعين آلة النظر، فلا يوجد شيء من تلك المنافع إلا في آلته بمجرى العادة منه سبحانه، وإن كان في المقدور أن يجعل تعالى خاصة كل آلة في أختها، فإنما جعل العادة منه تعالى جارية بذلك لما لا يعلمه مفصلا إلا هو.
[الأدلة من السنة على أن القلب محل العقل]
ومما يؤيد ذلك من السنة ما روي عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إن في الجسد بضعة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب، قالها ثلاثا))([14]).
وماروي عنه -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((القلوب أوعية وخيرها أوعاها)).
পৃষ্ঠা ৫৪