ثم يتبع ذلك علم التجارب: وهو الزيادات المشروطات، وأحوال
الناس فيه تختلف، فمنهم من يبلغ فيه الغاية القصوى، ومنهم من يقف دون ذلك.
[الرد على من يقول إن المدبر جوهر بسيط]
[وأما من زعم من الأوائل أن المدبر جوهر بسيط يعلم ذاته، ويعلم ما دونه، ولإحاطته بالأشياء سمي عقلا،([9])] ففساده من اللغة والشرع:
أما اللغة: فلأنه مأخوذ من العقل وهو المنع كما قدمنا، ولا دليل على خلافه، ولا مانع له تعالى؛ لأن علمه لذاته حاصل في الأصل لا عن مؤثر، لولا ذلك لم يكن عالما لذاته، وقد قامت الأدلة بصحته، وغناه واجب له، لعلمه واستحالة الحاجة عليه، فلا داعي له سبحانه إلى القبيح، يمنعه سبحانه علمه بقبحه وغناه عنه - عن فعله - فيكون فيه معنى العاقل فيسمى عقلا للمبالغة كما سميناه تعالى عدلا فبطل أن يسمى عاقلا لمثل ذلك أيضا.
وأما الشرع: فقاعدته الكتاب والسنة، ولا دليل فيهماعلى شيء من ذلك، فهذا ما احتمل هذا المكان من الكلام في معنى العقل وحقيقته، ولم سمي؟ وتسميته.
পৃষ্ঠা ৫১