وعيطاء يكثر فيها الزليل . . . وينحدر السيل عنها انحدارا
الثالثة : قوله عليه السلام : ولا يرقى إلي الطير ، هذه أعظم في الرفعة والعلو من التي قبلها ، لأن السيل ينحدر عن الرابية والهضبة ، وأما تعذر رقي الطير فربما يكون للقلال الشاهقة جدا ، بل ما هو أعلى من قلال الجبال ، كأنه يقول : إني لعلو منزلتي كمن في السماء التي يستحيل أن يرقى الطير إليها ، قال أبو الطيب :
فوق السماء وفوق ما طلبوا . . . فإذا أرادوا غاية نزلوا
وقال حبيب :
مكارم لجت في علو كأنما . . . تحاول ثأرا عند بعض الكواكب
الرابعة : قوله : سدلت دونها ثوبا ، قد ذكرناه .
الخامسة : قوله : وطويت عنها كشحا ، وقد ذكرناه أيضا .
السادسة : قوله : أصول بيد جذاء ، قد ذكرناه .
السابعة : قوله : أصبر على طخية عمياء ، قد ذكرناه أيضا .
الثامنة : قوله : وفي العين قذى ، أي صبرت على مضض كما يصبر الأرمد .
التاسعة : قوله : وفي الحلق شجا ، وهو ما يعترض في الحلق . أي كما يصبر من غص بأمر فهو يكابد الخنق .
العاشرة : قوله : أرى تراثي نهبا ؛ كنى عن الخلافة بالتراث ، وهو الموروث من المال .
فأما قوله عليه السلام : إن محلي منها محل القطب من الرحا ، فليس من هذا النمط الذي نحن فيه ، ولكنه تشبيه محض ، خارج باب الاستعارة والتوسع ، يقول : كما أن الرحا لا تدور إلا على القطب ، ودورانها بغير قطب لا ثمرة له ولا فائدة فيه ، كذلك نسبتي إلى الخلافة ، فإنها لا تقوم إلا بي ، ولا يدور أمرها إلا علي .
هكذا فسروه . وعندي أنه أراد أمرا آخر ، وهو أني من الخلافة في الصميم ، وفي وسطها وبحبوحتها ، كما أن القطب وسط دائرة الرحا ، قال الراجز :
على قلاص مثل خيطان السلم . . . إذا قطعن علما بدا علم
حتى أنخناها إلى باب الحكم . . . خليفة الحجاج غير المتهم
في سرة المجد وبحبوح الكرم
وقال أمية بن أبي الصلت لعبد الله بن جدعان :
পৃষ্ঠা ৯৭