127

শারহ নাহজ বালাঘা

شرح نهج البلاغة

তদারক

محمد عبد الكريم النمري

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪১৮ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

وقوله عليه السلام : ومع هذين الأمرين الفشل ، معنى حسن ، لأن الغالب من الجبناء كثرة الضوضاء والجلبة يوم الحرب ، كما أن الغالب من الشجعان الصمت والسكون . وسمع أبو طاهر الجنابي ضوضاء عسكر المقتدر بالله ودبادبهم وبوقاتهم ، وهو في ألف وخمسمائة ، وعسكر المقتدر في عشرين ألفا ، مقدمهم يوسف بن أبي الساج ، فقال لبعض أصحابه : ما هذا الزجل ؟ قال : فشل ، قال : أجل .

ويقال : إنه ما رئي جيش كجيش أبي طاهر ، ما كان يسمع لهم صوت ، حتى إن الخيل لم تكن لها حمحمة ، فرشق عسكر ابن أبي الساج القرامطة بالسهام المسمومة ، فجرح منهم أكثر من خمسمائة إنسان .

وكان أبو طاهر في عمارية له ، فنزل وركب فرسا ، وحمل بنفسه ومعه أصحابه حملة على عسكر ابن أبي الساج ، فكسروه وفلوه وخلصوا إلى يوسف فأسروه ، وتقطع عسكره بعد أن أتى بالقتل على كثير منهم ، وكان ذلك في سنة خمس عشرة وثلاثمائة ، ومن أمثالهم : الصدق ينبئ عنك لا الوعيد .

ومن خطبة له يوعد قوما

الأصل : ألا وإن الشيطان قد جمع حزبه ، واستجلب خيله ورجله ، وإن معي لبصيرتي ؛ ما لبست على نفسي ، ولا لبس علي . وايم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ماتحه ، لا يصدرون عنه ، ولا يعودون إليه .

الشرح : يمكن أن يعني بالشيطان الشيطان الحقيقي ، ويمكن أن يعني معاوية ، فإن عنى معاوية ، فقوله : قد جمع حزبه واستجلب خيله ورجله ، كلام جار على حقائقه ، وإن عنى به الشيطان ، كان ذلك من باب الاستعارة ؛ ومأخوذا من قوله تعالى : ' واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ' ، والرجل : جمع راجل ، كالشرب : جمع شارب ، والركب : جمع راكب .

قوله : وإن معي لبصيرتي ، يريد أن البصيرة التي كانت معي في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتغير .

وقوله : ما لبست تقسيم جيد ، لأن كل ضال عن الهداية ، فإما أن يضل من تلقاء نفسه ، أو بإضلال غيره له .

পৃষ্ঠা ১৪৭