শারহ নাহজ বালাঘা

ইবনে আবি হাদিদ d. 656 AH
128

শারহ নাহজ বালাঘা

شرح نهج البلاغة

তদারক

محمد عبد الكريم النمري

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪১৮ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

وقوله : لأفرطن من رواها بفتح الهمزة ، فأصله فرط ثلاثي ، يقال : فرط زيد القوم أي سبقهم ، ورجل فرط : يسبق القوم إلى البئر ، فيهيئ لهم الأرشية والدلاء ، ومنه قوله عليه السلام : أنا فرطكم على الحوض ، ويكون تقدير الكلام : وايم الله لأفرطن لهم إلى حوض ، فلما حذف الجار عدى الفعل بنفسه ، فنصب ، كقوله تعالى : ' واختار موسى قومه ' ، وتكون اللام في لهم إما لام التعدية ، كقوله : ويؤمن للمؤمنين ، أي ويؤمن المؤمنين ، أو تكون لام التعليل ، أي لأجلهم . ومن رواها لأفرطن بضم الهمزة ، فهو أفرط المزادة ، أي ملأها .

والماتح : المستقي ، متح يمتح ، بالفتح ، والمايح بالياء : الذي ينزل إلى البئر فيملأ الدلو .

وقيل لأبي علي رحمه الله : ما الفرق بين الماتح والمايح ؟ فقال : هما كإعجامهما ، يعني أن التاء بنقطتين من فوق ، وكذلك ، الماتح لأنه المستقي ، فهو فوق البئر ، والياء بنقطتين من تحت ، وكذلك المايح لأنه تحت في الماء الذي في البئر يملأ الدلاء .

ومعنى قوله : أنا ماتحه ، أنا خبير به ، كما يقول من يدعي معرفة الدار : أنا باني هذه الدار ، والكلام استعارة ؛ تقول : لأملأن لهم حياض الحرب التي هي دربتي وعادتي ، أو لأسبقنهم إلى حياض حرب أنا متدرب بها ، مجرب لها ، إذا وردوها لا يصدرون عنها . يعني قتلهم وإزهاق أنفسهم ، ومن فر منهم لا يعود إليها ومن هذا اللفظ قول الشاعر :

مخضت بدلوه حتى تحسى . . . ذنوب الشر ملأى أو قرابا

ومن كلام له لابنه محمد بن الحنيفة

لما أعطاه الراية يوم الجمل :

الأصل : تزول الجبال ولا تزل ، عض على ناجذك ، أعر الله جمجمتك ، تد في الأرض قدمك ، ارم ببصرك أقصى القوم ، وغض بصرك ، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه .

الشرح : قوله تزول الجبال ولا تزل ، خبر فيه معنى الشرط ، تقديره : إن زالت الجبال فلا تزل أنت ، والمراد المبالغة في أخبار صفين أن بني عكل - وكانوا مع أهل الشام - حملوا في يوم من أيام صفين ، خرجوا وعقلوا أنفسهم بعمائمهم ، وتحالفوا أنا لا نفر حتى يفر هذا الحكر ، بالكاف ، قالوا : لأن عكلا تبدل الجيم كاف . والناجذ : أقصى الأضراس . وتد ، أمر من وتد قدمه في الأرض ، أي أثبتها فيها كالوتد . ولا تناقض بين قوله : ارم ببصرك ، وقوله غض بصرك ، وذلك لأنه في الأولى أمره أن يفتح عينه ويرفع طرفه ، ويحدق إلى أقاصي القوم ببصره ، فعل الشجاع المقدام غير المكترث ولا المبالي ، لأن الجبان تضعف نفسه ويخفق قلبه فيقصر بصره ، ولا يرتفع طرفه ، ولا يمتد عنقه ، ويكون ناكس الرأس ، غضيض الطرف ، وفي الثانية أمره أن يغض بصره عن بريق سيوفهم ولمعان دروعهم ، لئلا يبرق بصره ، ويدهش ويستشعر خوفا . وتقدير الكلام واحمل ، وحذف ذلك للعلم ، فكأنه قال : إذا عزمت على الحملة وصممت ، فغض حينئذ بصرك واحمل ، وكن كالعشواء التي تخبط ما أمامها ولا تبالي .

পৃষ্ঠা ১৪৮