শারহ নাহজ বালাঘা
شرح نهج البلاغة
তদারক
محمد عبد الكريم النمري
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১৮ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
وقوله : لأفرطن من رواها بفتح الهمزة ، فأصله فرط ثلاثي ، يقال : فرط زيد القوم أي سبقهم ، ورجل فرط : يسبق القوم إلى البئر ، فيهيئ لهم الأرشية والدلاء ، ومنه قوله عليه السلام : أنا فرطكم على الحوض ، ويكون تقدير الكلام : وايم الله لأفرطن لهم إلى حوض ، فلما حذف الجار عدى الفعل بنفسه ، فنصب ، كقوله تعالى : ' واختار موسى قومه ' ، وتكون اللام في لهم إما لام التعدية ، كقوله : ويؤمن للمؤمنين ، أي ويؤمن المؤمنين ، أو تكون لام التعليل ، أي لأجلهم . ومن رواها لأفرطن بضم الهمزة ، فهو أفرط المزادة ، أي ملأها .
والماتح : المستقي ، متح يمتح ، بالفتح ، والمايح بالياء : الذي ينزل إلى البئر فيملأ الدلو .
وقيل لأبي علي رحمه الله : ما الفرق بين الماتح والمايح ؟ فقال : هما كإعجامهما ، يعني أن التاء بنقطتين من فوق ، وكذلك ، الماتح لأنه المستقي ، فهو فوق البئر ، والياء بنقطتين من تحت ، وكذلك المايح لأنه تحت في الماء الذي في البئر يملأ الدلاء .
ومعنى قوله : أنا ماتحه ، أنا خبير به ، كما يقول من يدعي معرفة الدار : أنا باني هذه الدار ، والكلام استعارة ؛ تقول : لأملأن لهم حياض الحرب التي هي دربتي وعادتي ، أو لأسبقنهم إلى حياض حرب أنا متدرب بها ، مجرب لها ، إذا وردوها لا يصدرون عنها . يعني قتلهم وإزهاق أنفسهم ، ومن فر منهم لا يعود إليها ومن هذا اللفظ قول الشاعر :
مخضت بدلوه حتى تحسى . . . ذنوب الشر ملأى أو قرابا
ومن كلام له لابنه محمد بن الحنيفة
لما أعطاه الراية يوم الجمل :
الأصل : تزول الجبال ولا تزل ، عض على ناجذك ، أعر الله جمجمتك ، تد في الأرض قدمك ، ارم ببصرك أقصى القوم ، وغض بصرك ، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه .
الشرح : قوله تزول الجبال ولا تزل ، خبر فيه معنى الشرط ، تقديره : إن زالت الجبال فلا تزل أنت ، والمراد المبالغة في أخبار صفين أن بني عكل - وكانوا مع أهل الشام - حملوا في يوم من أيام صفين ، خرجوا وعقلوا أنفسهم بعمائمهم ، وتحالفوا أنا لا نفر حتى يفر هذا الحكر ، بالكاف ، قالوا : لأن عكلا تبدل الجيم كاف . والناجذ : أقصى الأضراس . وتد ، أمر من وتد قدمه في الأرض ، أي أثبتها فيها كالوتد . ولا تناقض بين قوله : ارم ببصرك ، وقوله غض بصرك ، وذلك لأنه في الأولى أمره أن يفتح عينه ويرفع طرفه ، ويحدق إلى أقاصي القوم ببصره ، فعل الشجاع المقدام غير المكترث ولا المبالي ، لأن الجبان تضعف نفسه ويخفق قلبه فيقصر بصره ، ولا يرتفع طرفه ، ولا يمتد عنقه ، ويكون ناكس الرأس ، غضيض الطرف ، وفي الثانية أمره أن يغض بصره عن بريق سيوفهم ولمعان دروعهم ، لئلا يبرق بصره ، ويدهش ويستشعر خوفا . وتقدير الكلام واحمل ، وحذف ذلك للعلم ، فكأنه قال : إذا عزمت على الحملة وصممت ، فغض حينئذ بصرك واحمل ، وكن كالعشواء التي تخبط ما أمامها ولا تبالي .
পৃষ্ঠা ১৪৮