. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
مثل مشهور، ووقع لبعض المتأخرين في شرح"قواعد ابن هشام" أنه قال: المحب ... لا يداوي حبيبه، لأنه لشدة شغفه به لا يقدم على علاجه، فطب في المثل يتعين أنه بمعنى الفطنة والحذق، ولذا سمي السحر ومعالجة المرض طبًا لاحتياجه لكمال الفطنة، فإنها أصل معناه الحقيقي، كما قال "عنترة" في معلقته:
(طب بأخذ الفارس المستلئم ... [هو لابس للامة أي الدرع])
وليس بشيء، ولذا قاله "العلامة" في وصاياه المذكورة في آخر شرحه للقانون:
(لأن يراك طبيبك حبيبًا ... خير من أن يراك جافيًا غريبًا)
ألم تقرأ في كتب الأدب، وما مر بك من أمثال العرب أعمل عمل من طب لمن حب؟ فلولا أن صداقته نفع عاجل وخير شامل، لم يضرب بها الأمثال، ولم يسبق فيها الأعوام والأحوال إلى آخره.
وما ذكره صحيح أيضًا قال "ابن الأنباري" في "الزاهر": معناه من أحب فطب وحذق واحتال لمن يحب، وما ذكر من اختيارهم في بناء الفاعل من أحب وفي المفعول من حب ليتعادل اللفظان من محاسن العربية وحكمة الواضع لها.
(ولقد نزلت فلا تظني غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم)
هو من معلقة "عنترة" المشهورة التي أولها:
(أعياك رسم الدار لم تتكلم ... حتى تكلم كالأصم الأعجم)
1 / 81