وقيل: بل الخطاب كله لقومه، فكأنه قال: لا تقبروني إذا قتلت، ولكن اتركوني للتي يقال لها: أبشري أم عامر، فجعل هذه الجملة لقبًا لها.
ــ
على القلب اهـ]. والمراد بالثور الثور الوحشي وضمير فيها للفلاة، أو هاجر مر ذكرها والظل ظل كناسه، أي يدخل رأسه فيه لشدة الحر وبترك بقية جسمه في الشمس، وباد بمعنى ظاهر وأجمع توكيد لسائر، ثم ذكر بيتين للشنفري وهما:
(فلا تقبروني إن قبري محرم ... عليكم ولكن أبشري أم عامر)
(إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري ... وغودر عند الملتقى ثم سائري)
وتمامه:
(هنالك لا أرجو حياة تسرني ... سجين الليالي مبسلا بالجرائر
قبرت الإنسان: دفنته، وأقبرته: جعلت له موضع قبر. يريد أنه يقتل ويترك بالعراء، لا شقيق ولا حميم عنده، لأن عشيرته خذلته وأسلمته للجرائر، فخاطبهم بذلك مظهرا الاستغناء عنهم حيًا وميتًا. فرفع نفسه عن الاستناد لهم. وثم بفتح الثاء المثلثة إشارة إلى المعركة، وروي بضمها على أنها عاطفة على الضمير المرفوع بدون تأكيد على ضعف فيه، أو هو معطوف على راسي، والأول أجود. وهناك إشارة إلى الوقت الذي يدنو فيه الأجل، لا لما بعد القتل، وهو ظرف لأرجو. وسجيس الليالي بمعنى امتداد، ولذا استعمل في التأبيد، فيقال: سجيس الليالي أي دائمًا، وأبسلوا بمعنى أسلموا. قاله "المرزوقي".
1 / 56