وأما قول "الشنفري": ولكن أبشري أم عامر، فقد اختلف في تفسيره فقيل إنه التفت عن خطاب قومه إلى خطاب الضبع فبشرها بالتحكيم فيه إذا قتل ولم يقبر، وأم عامر كنية الضبع، والالتفات في المخاطبة نوع من أنواع البلاغة وأسلوب من أساليب الفصاحة وقد نطق القرآن به في قوله تعالى: ﴿يوسف أعرض عن هذا استغفري لذنبك﴾ فحول الخطاب عن يوسف ﵇ إلى امرأة العزيز.
ــ
حمله المصنف على القلب ولم يتركه على ظاهره ويجعل الإضافة على معنى في بدون قلب تبعًا "السيبويه"، فأصله مدخل رأسه الظل، والرأس مفعول أول فقلب كما في قولهم: أدخلت الخاتم في إصبعي، وفي شرح الكتاب "للشلوبيين" إن قيل ما دعاه إلى مفعول، فكان أصل قولك مدخل رأسه دخل رأسه في الظل، ثم نقلها بهمزة فصير الفاعل مفعولا، فقيل: أدخل رأسه الظل، وقدم المفعول الثاني وذلك جائز، وصاغ من الفعل اسم فاعل وأضافه إلى الذي يليه كما في الآية. والجواب: أنه ليس مثله لأنه لا يصل إلى الظل إلا بعد إسقاط حرف الجر، [والمفعول المسقط منه حرف الجر لا] يقام مقام الفاعل مع الذي يصل إليه بنفسه، ولا يضاف إليه مع وجوده بخلاف ما في الآية، لأن الفعل يصل إليه ابتداء بنصبه وإن كان أحدهما فاعلًا معنى فهو الأولى أن يضاف إليه وأن يقام مقام الفاعل. لكن هذا العمل في العمل في الأخير جائز بخلاف ما في البيت [فلذا حمله المصنف
1 / 55