وإن علقت الأول ب(المبيض) ،أو جعلته حالا متعلقا بكائن فلا دليل فيه، ويستثنى من حروف الجر أربعة فلا يتعلق بشيء أحدها الزائد ك"الباء" في: { كفى بالله شهيدا } (¬1) ، و { وما ربك بغافل } (¬2) ، وك"من" في: { ما لكم من إله غيره } (¬3) ، و { هل من خالق غير الله } (¬4) .
والثاني:" لعل" في لغة من يجر بها وهم عقيل، قال شاعرهم:
** لعل أبي المغوار منك قريب **
والثالث:" لولا" في قول بعضهم: لولاي ، ولولاك، ولولاه، فمذهب سيبويه أن" لولا" في ذلك جارة، ولا تتعلق بشيء، والأكثر أن يقال( لولا أنا)، و(لولا أنت)، و(لولا هذا)،، كما قال تعالى: { لولا أنتم لكنا مؤمنين } (¬5) .
الرابعة: كاف التشبيه، نحو: زيد كعمرو ، فزعم الأخفش وابن عصفور أنها لا تتعلق بشيء ،وفي ذلك بحث.
(المسألة الثانية):
حكم الجار والمجرور بعد المعرفة والنكرة حكم الجملة، صفة في نحو: رأيت طائرا على غصن؛ لأنه بعد نكرة محضة وهو طائر، أو حال في نحو قوله تعالى: { فخرج على قومه في زينته } (¬6) ؛ أي: متزينا؛ لأنه بعد معرفة محضة، وهي الضمير المستتر في خرج ،ومحتمل لهما في نحو: يعجبني الزهر في أكمامه ، وهذا ثمر يانع على أغصانه؛ لأن الزهر معرف بلام الجنس فهو قريب من النكرة، وقولك: ثمر موصوف فهو قريب من المعرفة.
(المسألة الثالثة)
পৃষ্ঠা ২৮