... المبحث الأول
كتاب " الإعراب عن قواعد الإعراب"
كتاب" الإعراب عن قواعد الإعراب"
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام العالم العامل جمال الدين بن هشام -نفع الله المسلمين ببركته- هذه فوائد جليلة في قواعد الإعراب يقتفي متأملها جادة الصواب، وتطلعه في الأمد القصير على نكت كثيرة من الأبواب ،عملتها من طب لمن حب، وسميتها (بالإعراب عن قواعد الإعراب)، ومن الله- تعالى- أستمد التوفيق والهداية إلى أقوم طريق بمنه وكرمه - وتنحصر في أبواب:
الباب الأول
(في الجملة وأحكامها ، وفيه أربع مسائل)
(المسألة الأولى)
পৃষ্ঠা ২১
(في شرحها) اعلم أن اللفظ المفيد يسمى كلاما وجملة، ونعني بالمفيد: ما يحسن السكوت عليه، وأن الجملة أعم من الكلام فكل كلام جملة ،ولا ينعكس، ألا ترى أن نحو : (قام زيد)، من قولنا: ( إن قام زيد قام عمرو)، يسمى جملة ولا يسمى كلاما؛ لأنه لا يحسن السكوت عليه، ثم الجملة تسمى اسمية إن بدئت باسم: ك(زيد قائم)، و(إن زيدا قائم)، و(هل زيد قائم) و(ما زيد قائما) ، إن بدئت بفعل : ك(قام زيد)، و(هل قام زيد) و(زيد أضربته؟)، و(يا عبد الله)؛ لأن التقدير: ضربت زيدا ضربته، وأدعو عبدالله، وإذا قيل: (زيد أبوه غلامه منطلق) فزيد: مبتدأ ثان، وغلامه: مبتدأ ثالث، ومنطلق: خبر الثالث، والثالث وخبره: خبر الثاني، والثاني وخبره: خبر الأول، ويسمى المجموع جملة كبرى، و(غلامه منطلق) جملة صغرى و(أبوه غلامه منطلق) جملة كبرى بالنسبة إلى (غلامه منطلق)، وصغرى بالنسبة إلى (زيد).
(المسألة الثانية)
(في الجمل التي لها محل من الإعراب وهي سبع)
إحداها: الواقعة خبرا، وموضعها رفع في بابي المبتدأ، وأن نحو: (زيد قائم أبوه)، و(أن زيدا أبوه قائم)، ونصب في بابي كان وكاد، نحو: (كانوا يظلمون)، و(ما كادوا يفعلون).
الثانية، والثالثة: الواقعة حالا، والواقعة مفعولا، ومحلهما النصب، فالحالية نحو: { وجاءوا أباهم عشاء يبكون } (¬1) ،والمفعولية تقع في ثلاثة مواضع??محكية بالقول نحو: { قال إني عبد الله } (¬2) ،وتالية للمفعول الأول في باب ظن، نحو: ?ظننت زيدا يقرأ?، وتالية للمفعول الثاني في باب أعلم، نحو:?أعلمت زيدا عمرا أبوه قائم?، ومعلقا عنها العامل، نحو: { لنعلم أي الحزبين أحصى } ? (¬3) ??? { ?فلينظر أيها أزكى طعاما } (¬4) ??
পৃষ্ঠা ২২
الجر، نحو: { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } (¬1) ??و { يوم هم بارزون } (¬2) ، وكل جملة وقعت بعد??إذ??و?إذا??و?حيث??و?لما??الوجودية عند من قال باسميتها فهي في موضع خفض بإضافتهن إليها.
والخامسة:?الواقعة جوابا لشرط جازم، ومحلها الجزم إذا كانت مقرونة بالفاء، أو الفجائية، فالأولى نحو: { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون } (¬3) ?ولهذا قرأ بجزم يذر عطفا على محل الجملة، والثانية نحو: { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون } (¬4) ?فأما نحو: إن قام أخوك قام عمرو، فمحل الجزم محكوم به للفعل وحده لا للجملة بأسرها، وكذلك القول في فعل الشرط ؛ولهذا تقول إذا عطفت عليه مضارعا وأعملت الأول، نحو إن قام أخوك ويقعد؛ قام عمرو، فتجزم المعطوف قبل أن تكمل الجملة.
والسادسة:التابعة لمفرد كالجملة المنعوت بها، ومحلها بحسب منعوتها، فهي في موضع رفع في نحو: { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه } (¬5) ?،ونصب في نحو: { واتقوا يوما ترجعون فيه } (¬6) ?،وجر في نحو: { ليوم لا ريب فيه } (¬7) ?
والسابعة: التابعة لجملة لها محل، نحو: قام أبوه وقعد أخوه، فجملة( قام أبوه??في موضع رفع ؛ لأنها خبر، وكذلك جملة ?قعد أخوه?؛ لأنها معطوفة عليها، فلو قدرت العطف على الجملة الاسمية لم يكن للمعطوفة محل، ولو قدرت الواو للحال كانت الجملة في موضع نصب، وكانت قد مضمرة.
(المسألة الثالثة)
(
পৃষ্ঠা ২৩
لها من الإعراب وهي أيضا سبع)
إحداها: المبتدأة، وتسمى المستأنفة أيضا، نحو: { إنا أعطيناك الكوثر } (¬1) ونحو: { إن العزة لله جميعا } (¬2) بعد { ولا يحزنك قولهم } ، وليست محكية بالقول لفساد المعنى ، ونحو: { لا يسمعون إلى الملأ الأعلى } (¬3) بعد { وحفظا من كل شيطان مارد } (¬4) ، وليست صفة للنكرة لفساد المعنى، ومثلها قوله:*حتى ماء دجلة أشكل*، وعن الزجاج وابن درستويه: أن جملة حتى الابتدائية في موضع جر لحتى، وخالفهما الجمهور؛ لأن حروف الجر لا تعلق عن العمل، ولوجوب كسر إن في نحو: مرض زيد، إنهم لا يرجونه، وإذا دخل الجار على أن فتحت همزتها نحو: { ذلك بأن الله هو الحق } (¬5) .
الثانية: الواقعة صلة لاسم، نحو: جاءني الذي قام أبوه، أو لحرف نحو: عجبت مما قمت- أي: من قيامك-، و(ما قمت) في موضع جر ب"من"، وأما( قمت) وحدها فلا محل لها.
الثالثة: المعترضة بين الشيئين، نحو: { فلا أقسم بمواقع النجوم... } (¬6) الآية، وذلك لأن قوله تعالى: { إنه لقرآن كريم } (¬7) جواب { لا أقسم بمواقع النجوم } وما بينهما اعتراض لا محل له، وفي أثناء هذا الاعتراض اعتراض آخر وهو { لو تعلمون } (¬8) فإنه معترض بين الموصوف وصفته وهو( قسم) و(عظيم)، ويجوز الاعتراض بأكثر من جملة واحدة خلافا لأبي على.
পৃষ্ঠা ২৪
الرابعة: التفسيرية، وهي الكاشفة لحقيقة ما تليه نحو: { وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم } (¬1) فجملة الاستفهام مفسرة للنجوى، وقيل: بدل منها، ونحو: { مستهم البأساء والضراء } (¬2) فإنه تفسير : { مثل الذين خلوا } ، وقيل: حال من "الذين" إه، ونحو: { كمثل آدم خلقه من تراب } (¬3) الآية، فجملة (خلقه) تفسير للمثل ونحو: { تؤمنون بالله ورسوله } (¬4) بعد : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم } (¬5) وقيل: مستأنفة بمعنى: آمنوا؛ بدليل( يغفر لكم) بالجزم، وعلى الأول هو جواب الاستفهام تنزيلا لسبب السبب منزلة السبب إذ الدلالة سبب الامتثال أه، وقال الشلوبين: التحقيق أن الجملة المفسرة بحسب ما تفسره فإن كان له محل فهي كذلك وإلا فلا، فالثاني نحو) ضربته) من نحو: زيدا ضربته، التقدير : ضربت زيدا ضربته، فلا محل للجملة المقدرة؛ لأنها مستأنفة فكذلك تفسيرها، والأول نحو: { إنا كل شيء خلقناه بقدر } (¬6) التقدير: إنا خلقنا كل شيء خلقناه،( فخلقنا) المذكورة مفسرة ل(خلقنا) المقدرة، وتلك في موضع رفع؛ لأنها خبر ل"إنا" ، فكذلك المذكورة، ومن ذلك: زيد الخبز يأكله، ف(يأكله) في موضع رفع ؛ لأنها مفسرة للجملة المحذوفة وهي في محل رفع على الخبرية، واستدل على ذلك بعضهم بقول الشاعر:
** فمن نحن نؤمنه وهو آمن **
فظهر الجزم في الفعل المفسر للفعل المحذوف.
পৃষ্ঠা ২৫
الخامسة: الواقعة جوابا لقسم، نحو: { إنك لمن المرسلين } (¬1) بعد قوله تعالى: { يس والقرآن الحكيم } (¬2) ، قيل: ومن هنا قال ثعلب: لا يجوز( زيد ليقومن) ؛ لأن الجملة المخبر بها لها محل، وجواب القسم لا محل له، ورد بقوله تعالى: { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم } (¬3) والجواب عما قاله: أن التقدير: { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } أقسم بالله { لنبوئنهم } ، وكذا التقدير فيما أشبه ذلك فالخبر مجموع( جملة القسم المقدرة، وجملة الجواب المذكور)، لا مجرد جملة الجواب.
السادسة: الواقعة جوابا لشرط غير جازم كجواب" إذ" "وإذا" و"لو" و"لولا" ،أو جازم ولم يقترن بالفاء، ولا ب"إذا" نحو: إن جاءني أكرمته.
السابعة: التابعة لما لا موضع له، نحو: قام زيد وقعد عمرو.
(المسألة الرابعة)
পৃষ্ঠা ২৬
الجملة الخبرية -التي لم يسبقها ما يطلبها لزوما- بعد النكرات المحضة صفات، وبعد المعارف المحضة أحوال، وبعد غير المحضة منهما محتملة لهما،مثال الواقعة صفة: { حتى تنزل علينا كتابا نقرأه } (¬1) فجملة (نقرؤه ) صفة لكتاب؛ لأنه نكرة محضة، وقد مضت أمثلة من ذلك في المسألة الثانية ، ومثال الواقعة حالا نحو: { ولا تمنن تستكثر } (¬2) فجملة( تستكثر) حال من الضمير المستتر في( تمنن) المقدر ب"أنت"؛ لأن الضمائر كلها معارف؛ بل هي أعرف المعارف، ومثال المحتملة للوجهين بعد النكرة نحو: مررت برجل صالح يصلي، فإن شئت قدرت( يصلي) صفة ثانية ل(رجل)؛ لأنه نكرة، وإن شئت قدرته حالا منه؛ لأنه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة، ومثال المحتملة بعد المعرفة قوله تعالى: { كمثل الحمار يحمل أسفارا } (¬3) فإن المراد بالحمار الجنس، وذو التعريف الجنسي يقرب من النكرة فتحتمل الجملة من قوله تعالى: { يحمل أسفارا } وجهين أحدهما الحالية؛ لأن الحمار بلفظ المعرفة، والثاني الصفة ؛ لأنه كالنكرة في المعنى.
الباب الثاني:
(الجار والمجرور وفيه أربع مسائل)
(المسألة الأولى):
أنه لا بد من تعلق الجار والمجرور بفعل، أو ما فيه معناه، وقد اجتمعا في قوله تعالى: { أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم } (¬4) ، وقول ابن دريد:
واشتعل المبيض في مسوده ** مثل اشتعال النار في جزل الغضا
পৃষ্ঠা ২৭
وإن علقت الأول ب(المبيض) ،أو جعلته حالا متعلقا بكائن فلا دليل فيه، ويستثنى من حروف الجر أربعة فلا يتعلق بشيء أحدها الزائد ك"الباء" في: { كفى بالله شهيدا } (¬1) ، و { وما ربك بغافل } (¬2) ، وك"من" في: { ما لكم من إله غيره } (¬3) ، و { هل من خالق غير الله } (¬4) .
والثاني:" لعل" في لغة من يجر بها وهم عقيل، قال شاعرهم:
** لعل أبي المغوار منك قريب **
والثالث:" لولا" في قول بعضهم: لولاي ، ولولاك، ولولاه، فمذهب سيبويه أن" لولا" في ذلك جارة، ولا تتعلق بشيء، والأكثر أن يقال( لولا أنا)، و(لولا أنت)، و(لولا هذا)،، كما قال تعالى: { لولا أنتم لكنا مؤمنين } (¬5) .
الرابعة: كاف التشبيه، نحو: زيد كعمرو ، فزعم الأخفش وابن عصفور أنها لا تتعلق بشيء ،وفي ذلك بحث.
(المسألة الثانية):
حكم الجار والمجرور بعد المعرفة والنكرة حكم الجملة، صفة في نحو: رأيت طائرا على غصن؛ لأنه بعد نكرة محضة وهو طائر، أو حال في نحو قوله تعالى: { فخرج على قومه في زينته } (¬6) ؛ أي: متزينا؛ لأنه بعد معرفة محضة، وهي الضمير المستتر في خرج ،ومحتمل لهما في نحو: يعجبني الزهر في أكمامه ، وهذا ثمر يانع على أغصانه؛ لأن الزهر معرف بلام الجنس فهو قريب من النكرة، وقولك: ثمر موصوف فهو قريب من المعرفة.
(المسألة الثالثة)
পৃষ্ঠা ২৮
متى وقع الجار والمجرور صفة، أو صلة، أو خبرا، أو حالا، تعلق بمحذوف تقديره: كان أو استقر، إلا أن الواقع صلة يتعين فيه تقدير: استقر؛ لان الصلة لا تكون إلا جملة، وقد تقدم مثال الصفة والحال، ومثال الخبر : { الحمد لله } (¬1) ومثال الصلة: { وله من في السماوات والأرض } (¬2)
(المسألة الرابعة)
يجوز في الجار والمجرور في هذه المواضع الأربعة، وحيث وقع بعد نفي واستفهام أن يرفع الفاعل، تقول: مررت برجل في الدار أبوه، فلك في (أبوه) وجهان: أحدهما أن تقدره فاعلا بالجار والمجرور لنيابته عن استقر محذوفا، وهذا هو الراجح عند الحذاق، والثاني أن تقدره مبتدأ، والجار والمجرور خبرا مقدما، والجملة صفة، وتقول: ما في الدار أحد، وقال الله تعالى: { أفي الله شك } (¬3) .
تنبيه : جميع ما ذكرناه في الجار والمجرور ثابت للظرف، فلا بد من تعلقه بفعل، نحو: { وجاءوا أباهم عشاء } (¬4) ، { اطرحوه أرضا } (¬5) ،أو بمعنى فعل، نحو: زيد مبكر يوم الجمعة وجالس أمام الخطيب، ومثال وقوعه صفة: مررت بطائر فوق غصن ، وحالا نحو: رأيت الهلال بين السحاب، ومحتملا لهما نحو: يعجبني الثمر فوق الغصن، ورأيت ثمرة يانعة فوق غصن ومثال وقوعه خبرا: { والركب أسفل منكم } (¬6) ،وصلة : { ومن عنده لا يستكبرون } (¬7) ،ومثال رفعه الفاعل: زيد عنده مال، ويجوز تقدي هما مبتدأ وخبرا.
الباب الثالث:
(في تفسير كلمات يحتاج إليها المعرب وهي عشرون كلمة وهي ثمانية أنواع)
(
পৃষ্ঠা ২৯
النوع الأول): ما جاء على وجه واحد وهو أربعة، أحدها: قط- بتشديد الطاء وضمها في اللغة الفصحى-، وهو ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان، نحو: (ما فعلته قط)، وقول العامة: (لا أفعله قط ) ؛ لحن، والثاني: عوض- بفتح أوله وتثليث آخره- وهو ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان، ويسمى الزمان عوضا؛ لأنه كلما ذهبت منه مدة عوضتها مدة أخرى، تقول: (لا أفعله عوض)، وكذلك أبدا في نحو: (لا أفعله أبدا)، تقول فيها: ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان، الثالث : أجل- بسكون اللام- وهو حرف لتصديق الخبر ، يقال: (جاء زيد) و(ما جاء زيد)، فتقول: أجل- أي: صدقت-، الرابع: بلى: وهو حرف لإيجاب النفي مجردا كان النفي نحو: { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن } (¬1) أو مقرونا بالاستفهام نحو: { ألست بربكم قالوا بلى } (¬2) -أي: بلى أنت ربنا-.
(النوع الثاني) ما جاء على وجهين: وهو " إذا " فتارة يقال فيها: ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه ، وهذا أنفع وأوجز من قول المعربين: ظرف لما يستقبل من الزمان، وفيه معنى الشرط غالبا، وتختص " إذا " هذه بالجملة الفعلية، وتارة يقال فيها: حرف مفاجأة، وتختص بالجملة الاسمية، وقد اجتمعتا في قوله تعالى: { ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } (¬3) .
(النوع الثالث): ما جاء على ثلاثة أوجه، وهو سبع،: أحدها: " إذ " فيقال فيها تارة: ظرف لما مضى من الزمان، وتدخل على الجملتين نحو: { واذكروا إذ أنتم قليل } (¬4) { واذكروا إذ كنتم قليلا } (¬5) ، وتارة: حرف مفاجأة كقوله:
** فبينما العسر إذ دارت مياسير**
পৃষ্ঠা ৩০
وتارة: حرف تعليل كقوله تعالى: { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم } (¬1) - أي: لأجل ظلمكم- .
الثانية:" لما " يقال فيها في نحو: (لما جاء زيد جاء عمرو)،: حرف وجود لوجود، وتختص بالماضي، وزعم الفارسي ومتابعوه: أنها ظرف بمعنى حين ، ويقال فيها في نحو: { بل لما يذوقوا عذاب } (¬2) : هو حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيا متصلا نفيه، متوقعا ثبوته، ألا ترى أن المعنى: أنهم لم يذوقوا إلى الآن، وأن ذوقهم له متوقع، ويقال فيها: حرف استثناء في نحو: { إن كل نفس لما عليها حافظ } (¬3) على قراءة التشديد، ألا ترى أن المعنى: ما كل نفس لما عليها حافظ.
الثالثة: " نعم"، يقال فيها: حرف تصديق إذا وقعت بعد الخبر، نحو: (قام زيد) أو (ما قام زيد)، وحرف إعلام إذا وقعت بعد الاستفهام نحو: (أقام زيد؟)، وحرف وعد إذا وقعت بعد الطلب نحو: (أحسن إلى فلان).
الرابعة: "إي" -بكسر الهمزة، وسكون الياء - وهي بمنزلة "نعم"، إلا أنها تختص بالقسم نحو: { قل إي وربي إنه لحق } (¬4) .
পৃষ্ঠা ৩১
الخامسة: "حتى"، فأحد أوجهها: أن تكون جارة، فتدخل على الاسم الصريح، إ كقوله تعالى: { حتى مطلع الفجر } (¬1) و { حتى حين } (¬2) ،وعلى الاسم المؤول بأن مضمرة من الفعل المضارع، فتكون تارة بمعنى إلى، نحو: { حتى يرجع إلينا موسى } (¬3) الأصل: حتى أن يرجع إلينا- أي: إلى رجوعه-،-أي: إلى زمن رجوعه- ، وتارة بمعنى كي، نحو: أسلم حتى تدخل الجنة، وقد يحتملها قوله تعالى: { فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } (¬4) - أي إلى أن تفيء-، وزعم ابن هشام وابن مالك أنها قد تكون بمعنى إلا كقوله: ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود وما لديك قليل
والثاني: أن تكون حرف عطف تفيد الجمع المطلق كالواو، إلا أن المعطوف بها مشروط بأمرين: أحدهما: أن يكون بعضا من المعطوف عليه، والثاني: أن يكون غاية له في شيء نحو:( مات الناس حتى الأنبياء)، فالأنبياء - عليهم السلام - غاية الناس في شرف المقدار، وعكسه: (زارني الناس حتى الحجامون)، قال الشاعر:
قهرناكم حتى الكماة فأنتم ** تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا
فالكماة غاية في القوة ، والبنون الأصاغر غاية في الضعف ، والثالث: أن تكون حرف ابتداء فتدخل على ثلاثة أشياء: الفعل الماضي نحو: { حتى عفوا وقالوا } (¬5) . والمضارع المرفوع نحو: { حتى يقول الرسول } (¬6) في قراءة من رفع(يقول) ، والجملة الاسمية كقوله: ** حتى ماء دجلة أشكل** .
السادسة: "كلا" فقال فيها: حرف ردع وزجر في نحو: { فيقول ربي أهانن كلا } (¬7)
পৃষ্ঠা ৩২
- أي: انته عن هذه المقالة- ، وحرف تصديق في نحو: { كلا والقمر } (¬1) المعنى- أي: والقمر- وبمعنى" حقا" أو" ألا" الاستفتاحية على خلاف في ذلك في نحو: { كلا لا تطعه } (¬2) .
السابعة:" لا" فتكون نافية، وناهية، وزائدة، فالنافية تعمل في النكرات عمل" إن" كثيرا نحو: { لا إله إلا الله } (¬3) ، وعمل ليس قليلا، كقوله:
** تعز فلا شيء على الأرض باقيا**، والناهية تجزم المضارع نحو: { ولا تمنن تستكثر } (¬4) و { فلا يسرف في القتل } (¬5) ، والزائدة دخولها كخروجها نحو: { ما منعك ألا تسجد } (¬6) . في موضع آخر.
(
পৃষ্ঠা ৩৩
النوع الرابع): ما يأتي على أربعة أوجه وهو أربعة: أحدها:" لولا"، فيقال فيها تارة: حرف يقتضي امتناع جوابه لوجود شرطه، ويختص بالجملة الاسمية المحذوفة الخبر غالبا نحو: لولا زيد لأكرمتك،وتارة حرف تحضيض وعرض- أي طلب بإزعاج أو برفق- فيختص بالمضارع ،أو بما في تأويله نحو: { لولا تستغفرون الله } (¬1) و { لولا أخرتني إلى أجل قريب } (¬2) ، وتارة: حرف توبيخ، فيختص بالماضي نحو: { فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة } (¬3) وقيل: قد تكون للاستفهام نحو: { لولا أخرتني إلى أجل قريب } ، و { لولا أنزل إليه ملك } (¬4) ،قال الهروي: والظاهر أنها في الأول للعرض، وفي الثاني للتحضيض، وزاد معنى آخر ، وهو أن تكون نافية بمنزلة "لم" ،وجعل منه: { فلولا كانت قرية آمنت } (¬5) - أي: لم تكن قرية آمنت- ،والظاهر أن المراد" فهلا"، وهو قول الأخفش والكسائي والفراء، ويؤيده قراءة أبي" فهلا" فيلزم من ذلك معنى النفي الذي ذكره الهروي؛ لأن اقتران التوبيخ بالفعل الماضي يشعر بانتفاء وقوعه، الثانية:" إن"- المكسورة المخففة-، فيقال فيها: شرطية نحو: { إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله } (¬6)
পৃষ্ঠা ৩৪
ن ونافية في نحو: { إن عندكم من سلطان بهذا } (¬1) ،وقد اجتمعتا في قوله تعالى: { ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده } (¬2) ، ومخففة من الثقيلة في نحو: { وإن كلا لما ليوفينهم } (¬3) في قراءة من خفف النون، ونحو: { إن كل نفس لما عليها حافظ } (¬4) في قراءة من خفف" لما" ، وزائدة في نحو:( ما إن زيد قائم)، وحيث اجتمعت" ما" و"إن" فإن تقدمت" ما" فهي نافية ، و"إن" زائدة، وإن تقدمت "إن" فهي شرطية و"ما" زائدة، نحو: { وإما تخافن من قوم خيانة } (¬5) ، والثالثة: "أن" المفتوحة المخففة، فيقال فيها: حرف مصدري ينصب المضارع في نحو: { يريد الله أن يخفف عنكم } (¬6) ، ونحو: (أعجبني أن صمت) ، وزائدة في نحو: { فلما أن جاء البشير } (¬7) ، وكذا حيث جاءت بعد" لما" ،ومفسرة في نحو: { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك } (¬8) ، وكذا حيث وقعت بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه، ولم يقترن بخافض فليس منها نحو: { وآخر دعواهم أن الحمد لله } (¬9) ؛ لأن المتقدم عليها غير جملة، ولا نحو: (كتبت إليه بأن أفعل)؛ لدخول الخافض، وقول بعض العلماء في إلا: { ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم } (¬10) ،
পৃষ্ঠা ৩৫
إنها مفسرة ل(أمرتني) دون (قلت) منع منه؛ لأنه لا يصح أن يكون اعبدوا الله ربي وربكم مقولا لله تعالى أو على أنها مفسرة ل (قلت) فحروف القول تأباه، وجوزه الزمخشري أن أول (قلت) ب(أمرت)، وجوز مصدريتها على أن المصدر بيان للهاء لا بدل ، والصواب العكس، ولا يبدل من " ما"؛ لأن العبادة لا يعمل فيها فعل القول، وهو( قلت)، ولا يمتنع في : { وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي } (¬1) ، أن تكون مفسرة مثلها في : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك } خلافا لمن يمنع ذلك؛ لأن الإلهام في معنى القول.
ومخففة من الثقيلة في نحو: { علم أن سيكون } (¬2) و { وحسبوا ألا تكون } (¬3) في قراءة الرفع، وكذا حيث وقعت بعد "علم" أو" ظن" نزل منزلة العلم، الرابعة: "من" فتكون شرطية في نحو : { من يعمل سوءا يجز به } (¬4) ،وموصولة في نحو: { ومن الناس من يقول } (¬5) ، واستفهامية في نحو: { من بعثنا من مرقدنا } (¬6) ، ونكرة موصوفة في نحو: (مررت بمن معجب لك)- أي: بإنسان معجب لك- ،وأجاز الفارسي أن تقع نكرة تامة وحمل عليه قوله: ** نعم من هو في سر وإعلان** -أي: ونعم شخصا هو-.
(
পৃষ্ঠা ৩৬
النوع الخامس) ما يأتي على خمسة أوجه، وهو شيئان، أحدهما: "أي" تقع شرطية نحو: { أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي } (¬1) ،واستفهامية نحو: { ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد } (¬2) - أي: الذي هو أشد-، قال سيبويه ومن تابعه: هي هاهنا استفهامية مبتدأ، و"أشد" خبرها، ودالة على معنى الكمال فتقع صفة لنكرة، نحو: (هذا رجل أي رجل)- أي هذا رجل كامل في صفات الرجال- ، وحالا لمعرفة (مررت بعبد الله أي رجل)، ووصلة على نداء ما فيه الألف واللام نحو: { يا أيها الأنسان } (¬3) ،
পৃষ্ঠা ৩৭
الثاني:" لو" فأحد أوجهها: أن تكون حرف شرط في الماضي، فيقال فيه :حرف يقتضي امتناع ما يليه، واستلزامه لتاليه، نحو: { ولو شئنا لرفعناه بها } (¬1) ف"لو" هنا دالة على أمرين: أحدهما :أن مشيئة الله تعالى لرفع هذا المنسلخ منتفية ،ويلزم من هذا أن يكون رفعه منفيا إذ لا سبب لرفعه إلا المشيئة، وقد انتفت، وهذا بخلاف" لو لم يخف الله لم يعصه" فإنه لا يلزم من انتفاء" لو لم يخف" انتفاء" لم يعصه " حتى يكون المعنى أنه قد خاف وعصى؛ وذلك لأن انتفاء العصيان له سببان: خوف العقاب، وهي طريقة العوام،والإجلال والإعظام ،وهي طريقة الخواص، والمراد أن صهيبا - رضي الله عنه - من هذا القسم، وأنه لو قدر خلوه من الخوف لم تقع منه معصية، فكيف والخوف الحاصل له، ومن هاهنا تبين فساد قول المعربين أن" لو" حرف امتناع لامتناع، والصواب أنها لا تعرض لها إلى امتناع الجواب وإلى ثبوته، وإنما لها تعرض لامتناع الشرط، فإن لم يكن للجواب سبب سوى ذلك الشرط لزم من انتفائه انتفاؤه،وإن كان له آخر لم يلزم من انتفائه انتفاء الجواب ولا ثبوته، مثل" لو لم يخف الله لم يعصه"، الأمر الثاني مما دلت عليه" لو" في المثال المذكور أن ثبوت المشيئة مستلزم لثبوت الرفع ضرورة؛ لأن المشيئة سبب، والرفع مسبب، وهذان المنتفيان قد تضمنتها العبارة المذكورة، الثاني: أن يكون حرف شرط في المستقبل، فيقال فيها: حرف شرط مرادف ل"أن" إلا أنها لا تجزم كقوله تعالى: { وليخش الذين لو تركوا } (¬2) ؛ أي إن تركوا ، وقول الشاعر: * ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا *
পৃষ্ঠা ৩৮
الثالث: أن يكون حرفا مصدريا مرادفا ل "أن" إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوعها بعد " ود" نحو: { ودوا لو تدهن } (¬1) أو" يود " نحو: { يود أحدهم لو يعمر } (¬2) ،وأكثرهم لا يثبت هذا القسم، الرابع: أن يكون للتمني نحو: { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } (¬3) - أي: فليت لنا كرة- قيل: ولهذا نصب "فنكون" في جوابها كما تنصب "فأفوز" في جواب" ليت" في قوله تعالى: { يا ليتني كنت معهم فأفوز } (¬4) ولا دليل في هذا لجواز أن يكون النصب في "فأفوز" مثله في قوله:
للبس عباءة وتقر عيني ** أحب إلي من لبس الشفوف
وقوله تعالى: { أو يرسل رسولا } (¬5) . الخامس: أن يكون للعرض نحو( لو تنزل عندنا فتصيب راحة)، ذكره في التسهيل: وذكر له ابن هشام اللخمي معنى آخر، وهو أن يكون للتقليل، نحو: « تصدقوا ولو بظلف محرق»،« واتقوا النار ولو بشق تمرة».
(
পৃষ্ঠা ৩৯
النوع السادس) ما يأتي على سبعة أوجه، وهو" قد"، فأحد أوجهها: أن يكون اسما بمعنى" حسب" فيقال: " قدي" بغير نون، كما يقال: "حسبي"، والثاني: أن يكون اسم فعل بمعنى" يكفي" فيقال:" قدني" كما يقال: " يكفيني"، والثالث: أن يكون حرف تحقيق، فتدخل على الماضي نحو: { قد أفلح من زكاها } (¬1) ،وعلى المضارع نحو: { قد يعلم ما أنتم عليه } (¬2) ، والرابع: أن يكون حرف توقع، فتدخل عليهما أيضا، تقول: (قد يخرج زيد)، فيدل على أن الخروج منتظر متوقع، وزعم بعضهم: أنها لا تكون للتوقع مع الماضي؛ لأن التوقع انتظار الوقوع، والماضي قد وقع ، وقال الذين أثبتوا معنى التوقع مع الماضي: أنها تدل على أنه كان منتظرا، تقول : (ركب الأمير) لقوم ينتظرون هذا الخبر، ويتوقعون الفعل، والخامس: تقريب الماضي من الحال، ولهذا يلزم" قد" مع الماضي حالا، إما ظاهرة نحو: { وقد فصل لكم ما حرم عليكم } (¬3) ،أو مقدرة نحو: { هذه بضاعتنا ردت إلينا } (¬4) ، وقال ابن عصفور: إذا أجبت القسم بماض مثبت متصرف، فإن كان قريبا من الحال جئت ب "اللام" و" قد" نحو: (بالله لقد قام زيد)، وإن كان بعيدا جئت ب "اللام" فقط، كقوله:
حلفت لها بالله حلفة فاجر *** لناموا فما أن من حديث ولا صال
পৃষ্ঠা ৪০