الخامسة: "حتى"، فأحد أوجهها: أن تكون جارة، فتدخل على الاسم الصريح، إ كقوله تعالى: { حتى مطلع الفجر } (¬1) و { حتى حين } (¬2) ،وعلى الاسم المؤول بأن مضمرة من الفعل المضارع، فتكون تارة بمعنى إلى، نحو: { حتى يرجع إلينا موسى } (¬3) الأصل: حتى أن يرجع إلينا- أي: إلى رجوعه-،-أي: إلى زمن رجوعه- ، وتارة بمعنى كي، نحو: أسلم حتى تدخل الجنة، وقد يحتملها قوله تعالى: { فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } (¬4) - أي إلى أن تفيء-، وزعم ابن هشام وابن مالك أنها قد تكون بمعنى إلا كقوله: ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود وما لديك قليل
والثاني: أن تكون حرف عطف تفيد الجمع المطلق كالواو، إلا أن المعطوف بها مشروط بأمرين: أحدهما: أن يكون بعضا من المعطوف عليه، والثاني: أن يكون غاية له في شيء نحو:( مات الناس حتى الأنبياء)، فالأنبياء - عليهم السلام - غاية الناس في شرف المقدار، وعكسه: (زارني الناس حتى الحجامون)، قال الشاعر:
قهرناكم حتى الكماة فأنتم ** تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا
فالكماة غاية في القوة ، والبنون الأصاغر غاية في الضعف ، والثالث: أن تكون حرف ابتداء فتدخل على ثلاثة أشياء: الفعل الماضي نحو: { حتى عفوا وقالوا } (¬5) . والمضارع المرفوع نحو: { حتى يقول الرسول } (¬6) في قراءة من رفع(يقول) ، والجملة الاسمية كقوله: ** حتى ماء دجلة أشكل** .
السادسة: "كلا" فقال فيها: حرف ردع وزجر في نحو: { فيقول ربي أهانن كلا } (¬7)
পৃষ্ঠা ৩২