قلت : أن العرب تقول : ما لي بفلان يدان . أي طاقة ، ويقال : هذا ما قدمت يداك . أي ما قدمته أنت ، كما يقال : ما جنت يداك . أي ما جنيته أنت ؛ انظر مادة يدى في مختار الصحاح ص741-742 .
قال النووي في شرح مسلم : وأما إطلاق اليدين لله تعالى فمتأول على القدرة ، وكنى عن ذلك لأن أفعالنا تقع باليدين فخوطبنا بما نفهمه (1) . انتهى كلامه رحمه الله .
قال المخالف : فأقرهم الله [ أي اليهود ] في وصفهم له بأن له يدا .
قلت : تكلمت اليهود بلغة العرب ، والعرب تكني باليد عن النعمة وبالقبض عن الحرمان والبخل ، فلماذا ينكر عليهم الوضع اللغوي المستعمل في غير الحقيقة ؟!
نعم ؛ أنكر عليهم القول بأن الله لا ينفق فقال : (( بل يداه مبسوطتان )) [ المائدة : 64 ] أي نعمته كما تقدم من أن العرب تثني والمراد النعمة أو القدرة لا غير مع جواز أن يقال إن يداه نعمته وقدرته ، وكل هذا من لغة العرب .
ومما يدل على أن اليدين في الآية مجاز قوله تعالى : (( غلت أيدهم )) [ المائدة : 64 ] فالمراد الدعاء عليهم بالبخل فاليد المضافة إلى اليهود مجاز ، وليس المراد أن أيديهم مغلولة حقيقة ، فكيف يكون قوله (( يد الله مغلولة )) [ المائدة : 64 ] حقيقة وفي الآية(2) الأولى مجاز ؟!
قال المخالف : ولو كان المراد النعمة أو القدرة لما كان لآدم فضل على إبليس فإنه أيضا خلق بقدرته .
পৃষ্ঠা ১৭