وقال القاضي ابن خلكان في ((وفيات الأعيان)) 1: 152 , في ترجمة الرئيس أبي علي بن سينا (الحسين بن عبدالله بن سينا) , العالم المتفنن الفيلسوف والطيب المشهور , المولود سنة 370 , والمتوفى سنة 428 غفر الله لنا وله:@ ((ولما بلغ عشر سنين من عمره , كان قد أتقن القرأن العزيز والأدب , وحفظ أشياء من أصول الدين والحساب والجبر والمقابلة , ثم أحكم علم المطق وأقليدس والمجسطي , وفاق شيخه: (الخكيم أبا عبد الله الناتلي) أضعافا كثيرة وكان مع ذلك يختلف في الفقه إلى إسماعيل الزاهد , واشتغل بتحصيل العلوم كالطبيعي والالهي , وفتح الله عليه أبواب العلوم. ثم رغب بعد ذلك فى علم الطب , وتأمل الكتب المصنفة فيه , وعالج تأدبا أي تعلما وتعليما لا تكسبا , وعلم الطب حتى فاق فيه الأوائل والأواخر في أقل مدة , وأصبح فيه عدبم النظير فقيد المثل , واختلف إليه فضلاء هذا الفن وكبراؤه , يقرؤون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة ’ وسنه , ذ ذاك نحو ست عشرة سنة!
وفي مدة اشتعاله لم ينم ليلة واحدة بكمالها , ولا اشتغل في النهار بسوى المطالعة , وكان إذا أشكلت عليه مسألة توضأ وقصد المسجد الجامع , وصلى ودعا الله غز وجل أن يسهلها عليه ويفتح مغلقها له , وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه , وصنف ما يقارب مئة مصنف , ما بين مطول ومختصر ورسالة في فنون شتى , رحمه الله تعالى)) .
50 وما أجمل قول علامة العربية ورئيس أهل اللسان فيها أبى القاسم الزمخشري , يحكى تلذذ العلماء بإيقاظ ليلهم وطول سهرهم:
سهري لتنقيح العلوم ألذلي... من وصل غانية وطيب وعناق
وتمايلى طربا لحل عويصة... أشهى وأحلى من مدامة ساق
وصرير أقلامى على اوراقها... أحلى من الدوكاه عن أوراقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته نوما وتبغى بعد ذاك لحاقي؟ !
পৃষ্ঠা ৪৪