(1) المطايا جمع طية , والمراد بها هنا: الناقة التى أضناها السير , حتى تركها جلدا على عظم من شدة تعبها وضناها , فصارت كالمزادة , ويريد بها هنا القربة من جلد إذا كانت خالية من الماء , فانها تكون لاقوة فيها ولا قوام لها.@ عصره أن يكون واحدا منهم , وهم العلماء الذين حفيت قدامهم من السير في طلب العلم ‘وذبلت أجسامهم من الصبر على مشاق الاسفار فيه , قال الحافظ السيوطي في تارخ الخلفاء في ترجمة أبى جعفر المنصور ص 177: ((أخرج ابن عساكر , عن محمد بن سلام الجمحي قال: قيل للمنصور: هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ فال بقيت خصلة: أن أقعد في مصطبة , وحولي أصحابى الحديث , ويقول المستملي: من ذكرت رحمك الله؟ يعني: فأقول: حدثنا فلا , قال: حدثنا فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال فغدا أي بكر عليه الندماء وأبناء الوزراء بالمجابر والدفاتر , فقال لهم: لستم يهم! أي لستم بأصحاب الحديث الذين أعنيهم إنما هم الدنسة ثيابهم (1) , المشققة أرجلهم , الطويلة شعورهم , برد الأفاق أي جوابو البلدان والمسافات البعيدة ونقلة الحديث)) . انتهى.
وهم الذين قال أبو عبدالله الحاكم النسابورى فيهم وفى كتابه ((معرفة علوم الحديث)) ص 2 3 وهو يذكر فضل أصحاب الحديث وطلابه: ((هم قوم سلكوا محجة الصالحين , واتبعوا أثار السلف من الماضين , ودمغوا أهل البدع والمخالفين , بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى أله أجمعين.
أثروا قطف المفاوز والقفاز , على التنغيم في الدمن والطار , وتنعموا بالبؤس في الأسفاء , مع مساكنة أهل العلم والاخبار , وقنعوا عند جمع الحاديث والأثار , بوجود الكسر والأطمار.
جعلوا المساجد بيوتهم , وأساطينها تكاياهم (2) , وبواريها
(1) وذلك لكثة أسفارهم , لا يفرغون لغسلها فتبقى دنسة بسبب ذلك.
পৃষ্ঠা ৩৬