وقد وقع الإجماع على قبول شفاعته، وأن له المقام المحمود الذي وعده الله به بقوله: ?عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا?[الإسراء: 79] وهو: الشفاعة للمؤمنين، فيكون عدم الشفاعة مناقضة، ولأن العاصي مسخوط عليه، وقد تبرأ الله منه، وهو عدو الله، ونفى الله الإيمان عمن واده ووالاه، قال تعالى: ?لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه * أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون?[المجادلة: 22]، ?يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة?[الممتحنة: 1]، ?ولا تطع منهم آثما أو كفورا?[الإنسان: 24]، فلو شفع للمسخوط عليه كان رضاء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومودة ومحبة، وحاشاه أن يوالي من سخط الله عليه، ومن ظن فيه ذلك فقد ارتكب إثما عظيما.
فإذا بطلت الشفاعة للظالمين ثبتت للمؤمنين، يزيدهم الله بشفاعة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم شرفا ورفعة في الدرج، ويزيدهم الله تفضلا منه سبحانه نعيما إلى نعيمهم.
وقد صرحت الآيات بأنها للمؤمنين قال الله سبحانه وتعالى: ?ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون?[الأنبياء: 28]، فنفى شفاعة الملائكة عليهم السلام إلا لمن ارتضى.
পৃষ্ঠা ৪৩