فصل [في الشفاعة]
وشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي وردت بها الأحاديث لا تكون إلا للمؤمنين، لا لمن تاب مصرا على كبيرة، لصريح الآيات القرآنية بذلك، قال سبحانه: ?والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم? أي: مانع يدفع عنه العذاب ?كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون?[يونس: 27].
وقال تعالى: ?ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع?[غافر: 18]، أي: يجاب إلى الشفاعة. والكافر والفاسق ظالمان، بدليل قوله تعالى: ?والكافرون هم الظالمون?[البقرة: 254]، ?ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه?[الطلاق:1]، ?وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم?[هود: 101].
وقال تعالى ?وما للظالمين من أنصار?[البقرة: 270]، ?أفأنت تنقذ من في النار?[الزمر: 19]، ?لا تجزي نفس عن نفس شيئا?[البقرة: 48]، ثم قال تعالى: ?ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون?[البقرة: 123] ومعنى ينصرون: ناصرون. ونفس وشفاعة نكرات في سياق النفي، فتكون عامة للكافر والفاسق.
পৃষ্ঠা ৪১