الإعمال وَولَايَة الأهواز والمجاورة بِبَغْدَاد أَمر مَشْهُور وَكَانَ فِي فرج شَرّ وغدر ونفاق ومكر وَجَرت الْحَال بَينهمَا على ذَاك أَيَّام الرشيد والأمين والمأمون رحمت الله عَلَيْهِم واحترقت الدَّوَاوِين فِي فتْنَة الْأمين وفيهَا على فرج الْأَمْوَال الجليلة وَقد احتال فِي اسْتِهْلَاك مَا تعلق بِهِ مِنْهَا بضروب التَّوَصُّل وَالْحِيلَة وَاتفقَ أَن اجْتمعَا يَوْمًا بِحَضْرَة الْمَأْمُون وأخذا فِي المناظرة والمهاترة وجدي يتَوَلَّى يَوْمئِذٍ الضّيَاع الْعَامَّة وَكَانَ إِذْ ذَاك فرج يتَوَلَّى الضّيَاع الْخَاصَّة فَاعْترضَ الْمَأْمُون إِذْ ذَاك بِأَن قَالَ لجدي انا أعلم ان جَمِيع حِسَاب فرج عنْدك وَأَنه قد احتال فِيمَا كَانَ فِي الدَّوَاوِين مِنْهُ وَمَا يقنعني مِنْك إِلَّا إحضاري كل مَا تعرفه وَعمل مشاهرة لَهُ بِمَا يلْزمه فَقَالَ لَهُ: لست أعرف من ذَلِك إِلَّا قدر مَا أتذكره وأرجع إِلَى أثبات عِنْدِي فِيهِ وأطالع أَمِير الْمُؤمنِينَ بِهِ قَالَ: افْعَل واجمع كل مَا يمكنك جمعه ويتحقق عنْدك وُجُوبه وَانْصَرف جدي إِلَى دَاره وَكَانَ عِنْده سَائِر حسابه. وأحضر كاتبين لَهُ يُقَال لَهما يُونُس بن زِيَاد وَيحيى بن رَاشد وحجب النَّاس عَنهُ وَتفرد
1 / 39