مَعَهُمَا بِإِخْرَاج مَا يُخرجهُ وَتَحْصِيل مَا يحصله واحتاجوا إِلَى من يكْتب بَين أَيْديهم فاستعانوا بِابْن حدث ليحيى بن رَاشد وَلم يَدعُوهُ ينْصَرف إِلَى منزله فِي الْيَوْم الأول وَلَا الثَّانِي وَأَقَامُوا على أَمرهم يَوْمَيْنِ وليلتين فأخرجوا على فرج مَالا جَلِيلًا وَجعل مخلد جدي يبطل كل مَا يقدر ان لَهُ حجَّة فِيهِ واشتمل مَا حققوه وصححوه على اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ألف ألف دِرْهَم وَانْصَرف ابْن يحيى فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة إِلَى منزله وَكَانَ لَهُ خَال فِي جملَة فرج ينزل مَعَهم فِي دَارهم فَقَالَ لَهُ: يَا بني فيمَ أَنْتُم وَلم لم تَنْصَرِف مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ وَلم يزل يتسقطه ويستخرجه ويعده عَن فرج الصِّلَة وَالْإِحْسَان حَتَّى أقرّ لَهُ بِالْأَمر كُله وَأخْبرهُ بِمَا خرج على فرج بعد ترك مَا ترك وَإِسْقَاط مَا أسقط فبادر الرجل إِلَى فرج وحدثه بِمَا حَدثهُ بِهِ ابْن أُخْته فَقَامَتْ قِيَامَته مِنْهُ وتصور زَوَال نعْمَته بِهِ وَصَارَ فِي اللَّيْل إِلَى بَاب جدي رَاجِلا غير رَاكب وَمَعَهُ غُلَام وَاحِد فِي ظلمَة بِغَيْر شمعة فَوَجَدَهُ مغلقا ونادى بخادم كَانَ لنا يُقَال لَهُ طريف نِدَاء خفِيا يَا با فلَان انا بِالْبَابِ وَسمع الْخَادِم صَوته فَعرفهُ وَقَالَ: أَبُو الْفضل قَالَ: نعم وَأُرِيد ان أُكَلِّمك فِي سر فَلَا ترفع صَوْتك وَخرج إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: مَا لَك يَا سَيِّدي وَمَا هَذِه الصُّورَة فَقَالَ: احتل لي فِي الْوُصُول إِلَى مَوْلَاك السَّاعَة. فَقَالَ: قد صعد إِلَى السَّطْح وَحصل مَعَ الْحرم وَإِذا كَانَ ذَاك لم يمكني لقاؤه وَلَا خطابه. فَقَالَ: فتلطف توصل. فَأعْطَاهُ كيسًا فِيهِ دَنَانِير وَقَالَ لَهُ هَذِه أَرْبَعمِائَة دِينَار خُذْهَا واجتهد فَحملت الْخَادِم الرَّغْبَة فِي الدَّنَانِير على ان صعد الدرجَة قَالَ طريف: فَلَمَّا قربت من مَوضِع مولَايَ تنحنحت. فَقَالَ لي وَهُوَ مذعور: مَا جَاءَ بك فِي وَقت لم تجر عَادَة مِنْك وَلم اجترأت على مَا لم يكن لَك رخصَة فِيهِ قلت: أردْت ان أذكر لَك شَيْئا هُوَ خير فَقَامَ إِلَى رَأس الدرجَة وَقَالَ لي: مَا عنْدك قلت: ان
1 / 40