13

ومرض أبو علي الحافظ النيسابوري , فدخل عليه أبو القاسم الزجاجي يعوده , فأخرج إليه كتاب وصية يشهده عليه , فقال : هذه وصية لابنتك وهذا لا يجوز , قال : لا نأخذ بقياسكم وإنما نقول بالأحاديث . فقال : ليس هذا بقياس , هذا نص رسول الله _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ : ( لا وصية لوارث ) . قال : هذا الحديث معي مكتوب مسموع بستة عشر إسنادا لكن لم اعرف أن الوصية للبنت لا تجوز .

ودخل بعض الفقهاء على يحيى بن معين , فلما خرجا من عنده سئل عنه فقال : دينه شك وفتياه وقف وكلامه طعن ! قيل : كيف ؟ قال : إذا قيل له أمؤمن أنت ؟ قال : إن شاء الله , وإذا سئل عن مسألة روى أقاويل الناس , فإذا قيل له بما تأخذ ؟ وقف , وإذا قيل له قتادة قال قدري , وإذا قيل جابر قال رافضي .

ثم أنشأ يقول :

ولابن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك شهيد

فإن كان صدقا فالمقالة غيبة وإن كان كذبا فالعذاب شديد

وأنشد بعض المعتزلة يوما بحضرة جماعة من مشايخنا , مشافها لهم :

يا خائضا في غمرة الشكوك مفكرا في صفة المليك

كفكرة المشبه الركيك فكرك فيه مالك الملوك

ومالك ليس بذي شريك لا يدرك المالك بالمملوك

وحضرت يوما مجلسا قد جمعهم وإيانا , فقال بعض المعتزلة لبعض المشبهة : أتقولون لله يد ؟

قال : نعم .

قال : لم ؟

قال : لقوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم } .

قال : فقل له يدان لقوله تعالى : { بل يداه مبسوطتان }.

قال : كذا نقول .

قال : فقل له ثلاثة أيدي لقوله تعالى : {مما عملت أيدينا }.

فانقطع ...

ثم قال له : أتقول له عين ؟

قال : نعم .

قال : لم ؟

قال : لقوله تعالى : {ولتصنع على عيني }.

فقال له : فقل له أعين لقوله تعالى { تجري بأعيننا } .

ثم قال : ألستم تقولون أن كلتا يديه يمين ؟

قال : بلى !!

পৃষ্ঠা ২০