ومرض أبو علي الحافظ النيسابوري , فدخل عليه أبو القاسم الزجاجي يعوده , فأخرج إليه كتاب وصية يشهده عليه , فقال : هذه وصية لابنتك وهذا لا يجوز , قال : لا نأخذ بقياسكم وإنما نقول بالأحاديث . فقال : ليس هذا بقياس , هذا نص رسول الله _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ : ( لا وصية لوارث ) . قال : هذا الحديث معي مكتوب مسموع بستة عشر إسنادا لكن لم اعرف أن الوصية للبنت لا تجوز .
ودخل بعض الفقهاء على يحيى بن معين , فلما خرجا من عنده سئل عنه فقال : دينه شك وفتياه وقف وكلامه طعن ! قيل : كيف ؟ قال : إذا قيل له أمؤمن أنت ؟ قال : إن شاء الله , وإذا سئل عن مسألة روى أقاويل الناس , فإذا قيل له بما تأخذ ؟ وقف , وإذا قيل له قتادة قال قدري , وإذا قيل جابر قال رافضي .
ثم أنشأ يقول :
ولابن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن كان صدقا فالمقالة غيبة وإن كان كذبا فالعذاب شديد
وأنشد بعض المعتزلة يوما بحضرة جماعة من مشايخنا , مشافها لهم :
يا خائضا في غمرة الشكوك مفكرا في صفة المليك
كفكرة المشبه الركيك فكرك فيه مالك الملوك
ومالك ليس بذي شريك لا يدرك المالك بالمملوك
وحضرت يوما مجلسا قد جمعهم وإيانا , فقال بعض المعتزلة لبعض المشبهة : أتقولون لله يد ؟
قال : نعم .
قال : لم ؟
قال : لقوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم } .
قال : فقل له يدان لقوله تعالى : { بل يداه مبسوطتان }.
قال : كذا نقول .
قال : فقل له ثلاثة أيدي لقوله تعالى : {مما عملت أيدينا }.
فانقطع ...
ثم قال له : أتقول له عين ؟
قال : نعم .
قال : لم ؟
قال : لقوله تعالى : {ولتصنع على عيني }.
فقال له : فقل له أعين لقوله تعالى { تجري بأعيننا } .
ثم قال : ألستم تقولون أن كلتا يديه يمين ؟
قال : بلى !!
পৃষ্ঠা ২০