قال: وهل شيء أقبح من هذا ؟
فانقطع .
ولما فشي ذكر الصورة والأعضاء بين مشايخنا وقامت المعتزلة في الرد عليهم وصنفوا الكتب , ألقيت إلى كثير منهم أن المجادلة في الدين حرام وأن الحق في التقليد , وإن الواجب ألا يلتفت إلى كلام المعتزلة وجدالهم , فالصواب في التمسك بما ألفيتموه عن سلفكم . فأما داود واحمد وابن راهويه وأمثالهم فقبلوا قولي وصوبوا رأيي وأقاموا على اعتقادهم , وأما القلانسي وابن كلاب وطبقتهما فرأوا أن شيئا من ذلك لا يصح على النظر فأوقعوا أنفسهم في تيه مجادلة المعتزلة . فقلت لابد من تدبير , فألقيت إليهم أن اليد ليس هو الجارحة وإنما هو صفة للباري , وكذلك العين والساق والجنب صفات , وأن الاستواء على العرش ليس هو الاستقرار ولكن صفة له .
فقالوا : أحسنت أنت ! وطلبقوني ودمعزوني وناظروا في ذلك ودونوا وصنفوا .
وأنكرت المعتزلة ذلك أشد الإنكار , وبدأوا بالرد علي وعليكم بأن هذا لا يعقل وهو فاسد لا دليل عليه , وهل هذا إلا نصرة عباد الأصنام وهدم الإسلام . والله المستعان .
পৃষ্ঠা ২১