فصل
فكرت وقلت : إن ألقيت إليهم عبادة الوثن لا يقبلون , فألقيت ما هو في معناها وهو أن الله ذو صورة وأعضاء , له وجه وجنب ويد وساق وعين ولسان , وأنه جسم . أما المعتزلة فقابلوني بالرد وقالوا : هذه عبادة الأوثان ونعوذ بالله من نزغات الشيطان , وذكروا أن الله تعالى ليس بجسم ولا عرض ولا يشبه شيئا , وأنه تعالى ليس له أعضاء ولا أكفاء ولا أنداد ولا أضداد , وأنه واحد { ليس كمثله شيئا وهو السميع البصير } , وأنه لو كان جسما لكان مؤلفا مركبا مصورا محدثا _تعالى الله عن ذلك .وأما انتم فقبلتم احسن قبول وصنفتم فيه التصانيف ورويتم فيه الأحاديث ووضعتم فيه الأسانيد , وفصلتم عضوا عضوا وجعلتم لكل عضو بابا ودونتم في كل باب كتابا وسميتموها مذاهب السنة والجماعة .
فسئل شيخنا الهليجي عن قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } ما معناه مع قولك إنه جسم ذو أبعاض وأعضاء ؟ فقال : هذا لا معنى له ؟
وسئل أحمد بن العباس عن قوله تعالى : {وإن له عندنا لزلفى } , قال: هو الدنو . وكان يقول بالمؤانسة والمجالسة والمحادثة والخلوة .
وسئل بعضهم عن قوله تعالى : { عند مليك مقتدر } فقال : يقعده معه على سريره ويعلفه بيده .
وسأل بعضهم معاذ العنبري : أله وجه ؟ قال : نعم . قلت : فعين ؟ قال: نعم , حتى عددت جميع الأعضاء من أنف وأذن وصدر وبطن وهو يقول نعم, فاستحييت أن اذكر الفرج فأوميت بيدي إلى فرجي , فقال : نعم !! فقلت : ذكرا أو أنثى ؟ قال : ذكر !!! ففرح القوم .
غير هؤلاء المعتزلة فإنهم لعنوه وكفروه ولقد شكرنا جميعا سعي ابن خزيمه في تصنيفه كتابا في أعضاء الله , وذكره ما شهد به . وذكر بعض أصحابنا أنه أشكل عليه من أعضاءه الفرج وقال : لا نجد ذلك في الكتاب والسنة أنه ذكر أو أنثى , فقيل له أنه أنزل في كتابه : { وليس الذكر كالأنثى } , فقال : أفدت وأجدت ! وأودعه كتابه .
পৃষ্ঠা ১৭