ظهر هذا الوعد ، فما سكنوه في [ 158 / أ ] الأبد وما عمروه إلا مدة يسيرة من آباد الأبد ، ثم أخلوه وأخرجوا عنه وورثه الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
43 - ومن عجائبهم قولهم فيه : إن الله عز وجل قال لموسى : إذا أراد بنو إسرائيل الخروج عن مصر أن يأخذ أهل كل بيت من بني إسرائيل خروفا أو جديا ( 1 ) ويذبحونها مع الليل ويأخذون من دمائها ويمسون بها أبوابهم وعتب بيوتهم ، ثم قال : قلت سأمسح بأرض مصر هذه الليلة ، وأهلك كل بكر ولد بأرض مصر من أبكار الآدميين وبكور ( 2 ) نتاج المواشي ، واحكم في مصر أنا السيد وعند ذلك يكون الدماء . الدم لكم في البيوت التي تكونون فيها ، فإذا نظرت إلى ذلك تجاوزكم ولا يصل إليكم ضر . ثم قال بعد أسطار حاكيا عن موسى انه قال لبني إسرائيل ( 3 ) : اذهبوا وليذبح أهل كل بيت منكم الضأن ، وعيدوا واصبغوا في دمائها رانا ( 4 ) ، ورشوا به أبوابكم وأعتابكم ولا يخرج أحد عن باب بيته إلى الصبح ، فإن السيد سيمسخ ويهلك المصريين ، فإذا نظر إلى الدم على العتب وفي الأبواب لم يجاوز الباب ، ولا يأذن للقاتل ( 5 ) بالدخول إلى بيوتكم وقتلكم .
44 - قال أبو محمد : فيكون أسخف من عقول [ من ] ينسبون إلى الله تعالى مثل هذا الكلام الفاسد أو ترى الله عز وجل لا يعرف أبوابهم حتى يجعل عليها علامات ! إن هذا لعجب . لو عقل هذا المجنون لشغله هذا السخام الذي في دينه الذي يباهي به ، عن التعرض للحقائق يروم إبطالها ، فكان كما قال الله عز وجل : { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون } ( الصف : 8 ) .
45 - ومن عجائبهم أنهم يلتزمون
পৃষ্ঠা ৬০