ولدوا ( 1 ) لغير رشدة ، لعن الله قائل هذا معتقدا له ومصدقا له .
39 - ومن عجائبهم أنهم يقرون في كتابهم المسمى بالتوراة ان السحرة فعلوا بالرقي المصري مثلما فعل موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم من قلب العصا حية ، ومن قلب ماء النيل ، ومن استجلاب ( 2 ) الضفادع ، حاشا البعوض فلم يقدروا عليه ( 3 ) .
40 - قال أبو محمد : لو صح هذا ، وأعوذ بالله ، وأعوذ بالله ، لما كان بين موسى عليه السلام والسحرة فرق إلا قوة العلم والتمهر في الصناعة فقط ، ونحن نبرأ إلى الله تعالى من أن يكون آدمي يقدر بصناعته على خرق عادة ، أو قلب عين ، وننكر ان الله تعالى يولي ذلك أحدا غير الأنبياء صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ، الذين جعل الله تعالى ظهور المعجزات عليهم شاهدا لصدقهم .
41 - ومن عجائبهم قولهم في نقل أحبارهم الذي هو عندهم بمنزلة ما قال الأنبياء : إن فرعون كان بنى في المفاز صنما يقال له باعل صفون ( 4 ) ، وجعله طلسما باستجلاب بعض قوى الأجرام العلوية ، ليحير ( 5 ) به كل هارب من أرض مصر ، وان ذلك الطلسم حير موسى وهارون وجميع بني إسرائيل حتى تاهوا أربعين سنة في فحص التيه إلى أن ماتوا ( 6 ) ملوكهم في المفاز ، أولهم عن آخرهم ، حاشا يوشع بن نون الافراهيمي ، وكالب بن يوفنا اليهوذاني ( 7 ) . فتبا وسحقا لكل عقل يزعم صاحبه ان صناعة آدمية وحيلة سحرية غلبت قوة الله تعالى ، وأعجزت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات تائها في المفاز حائرا في القفار .
42 - ومن تكاذيبهم قولهم في الكتاب الذي يسمونه ' التوراة ' : ان الله تعالى قال لهم : سترثون الأرض المقدسة وتسكونها في الأبد . ونحن نقول : معاذ الله أن يقول الله تعالى الكذب ، وقد
পৃষ্ঠা ৫৯