============================================================
باب ما ينال به اجناعاه قلت : فاجتماع الهم بم ينال.
قال: بخلتين : إحداهما قطع شغل الجوارح عن كل شيء سوى ما يريد أن يتفكر فيه ، لأن النظر بالعين يلهي القلب ويشغله، واستماع الأذن كذلك، ومس اليدا كذلك، إلا نظرأ أو استماعا يستعين به على (الفكر فيها) (1) ما يريد أن يتفكر فيه كالرجل يعظك فتستمع له لتفهم (عنه) (2) ما يقول أن تنظر إليه أو القراءة في المصحف او الصحف فيها العلم.
وقد وصف الله عز وجل بذلك من فهم عنه فقال: الذين يستمعون القول فيتبهون أحسنه) (3) قال عبد الله بن مسعود حدث القوم ما حدقوك بأبصارهم وكذلك أن تنظر إلى الأشياء لتعتبر بها، فأما ما سوى ذلك فلا تشغل جوارحك شيء من أمر الدنيا، فإذا أردت أت تفكر خاليا كنت أو مستمعا أو معتبرا ، فاقطع شغل جوارحك بالدنيا ، فإن ذلك يغلق عليك (4) (باب) (5) الفكر ومن ذلك قوله: { إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى* (2) . ووصف الله مؤمني الجن فقال: {فلما حضروه قالوا أنصتوا(7)، فمدحهم بذلك إذ تناهوا عا شغلهم عن فهم كتابه من رسول الله علل . وقال عز وجل: (وإذا قرى القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)(8). فأمر تبارك وتعالى بترك الكلام لينال به فهم كتابه.
وروي عن حمزة بن عبد الله بن مسعود آنه قال : طوبى لمن لم يشغل قلبه بما ترى عيناه، ولم ينس ذكر ربه بما تسمع اذناه. فإذا قطع العبد شغل جوارحه بأن لا (1) ما بين الحاصرتين: سقط من ط (5) سقطت من ط.
(2) ما بين الحاصرتين: سقط من ط 6) سورة الإسراء، الآية: 47.
(3) سورة الزمر، الآية: 16.
(7) سورة الاحقاف، الاية: 29.
(4) في ط : يغلق عنك.
8) سورة الأعراف، الآية: 204.
পৃষ্ঠা ৬৮