============================================================
ففي نعيم الطاعة في الدنيا والظفر بنعيم الآخرة عوض من تنغيص لذات الدنيا، وليس لذات الدنيا بنعيم لو تعقلين بل شغل قلب لا ينقضي وهم لا ينفد وحرص لا راحة معه، مع ظلمة القلب إذا سلبت بمعصية الله نور الطاعة والنعيم(1) بها
فالذل والهم في لذاتك في الدنيا (2) ، والعز والغنى (3) والنعيم في الاستبدال بها التنعم (4) بطاعة ربك ، لأن ترك اللذة لله ، ألذ عند المريد، وأبقى في القلب لذة من الذة بمواقعة ما كره الله، لأن العبد يصيب اللذة ساعة أو أقل من ساعة، ثم يعقبه اندم الطويل، وإذا تركها لله ، ثم ذكر أنه تركها لطلب رضاه فكلما ذكرها أمل ورجا (3) أن يكون قد رضي عنه بتركه لها (2) ، ووجد سرور ذلك ولذته ، فيبقى ذلك السرور في قلبه حتى يموت.
قلت: قد تخفى (0) علي الفكرة ولا أعرف طريقها، فما الذي يفتحها؟ قال : اجتماع الهم مع المطالبة بالعقل والتوكل على الرب (تعالى) لا على (8) العقل .
وقد وصف الله عز وجل المستمعين لما يحب باجتماع الهم، فقال عز من قائل: إن في ذلك تذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (9). قال المفسرون: حاضر ليس بغائب.
فحضور العقل باجتماع الهم، لأن العقل إنما يشتغل عن الفهم والفكر في المعادا بتغريق الهم في الدنيا، فإذا اجتمع الهم حضر العقل، ولم يعزب عن الفكر فيما أحب الله. وكذلك روي عن أبي العالية قيل له : ما يفتح على الفكر؟ قال : اجتماع الهم لأن العبد إذا اجتمع همه تفكر ، وإذا تفكر نظر ، وإذا نظر أبصر . (6) في ط: بتركها له.
(1) في ط: والتنعيم.
(7) في ط: قد تخف وما أثبتناه من أ أوضح (2) في ط: بالدنيا.
(8) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (3) في ط: والغناء.
(9) سورة ق، الآية: 37.
(4) في ط: التنعيم.
(5) في ط: فأمل ورجا.
পৃষ্ঠা ৬৭