============================================================
يشغلها بغير ما يتفكر فيه، حضر عقله ولم يشغله بشيء ما ظهر له.
و الثانية : أن يمنع قلبه أن ينظر ويتفكر في شيء من آمور الدنيا سوى ما يريد أن يتفكر فيه، وكذا روى أبو هريرة عن النبي الله، أنه قال: " من كل قلب ابن آدم في كل واد شعبة، فمن أتبع قلبه تلك الشعب لم يبال الله في أي أوديته هلك
وقع" (1) وقوله: { أو ألقى السمع وهو شهيد) (2) فهو : ألا يتفكر في غير ما يستمع، وروي ذلك عن مجاهد وغيره.
فإذا قطع العبد شغل جوارحه من الظاهر، وقطع فضول الفكر من الباطن ، ومنع قلبه من الفكر إلا فيما يريد أن يتفكر فيه ، اجتمع همه وحضر عقله ، وكذلك
رأينا أهل الدنيا، إذا أراد أحد منهم أن يحكم شيئا من آمر دنياه من تقدير عمل يعمله أو حساب يريد أن يحكمه، منع سمعه وبصره آن يشتغل بشيء (سوى ما يريد عمله وإحكامه) (2) ، ومنع قلبه أن ينظر (4) في غير ذلك ، كراهية أن لا يحكم حسابه إن اشتغل (5) قلبه بالفكر في غيره، أو نظرت العينان (2) أو استمعت الأذنان (7) إلى شيء غير ذلك مال إليه العقل فاختلط عليه حسابه، فإذا قطع العبد شغل جوارحه عن الدنيا في وقت فكرته ، ومنع قلبه من النظر في شيء من الدنيا اجتمع همه.
و إذا (8) اجتمع همه ثم تفكر بالتوكل على الله (9) لا على عقله ، فتحت له الفكرة بمنة الله، لأن العبد قد يغفل ذلك إذا اجتمع همه واتكل على عقله لما يعرف من فطنته ، وقد يوسوس إليه (10) العدو أن الفكرة إنما كانت تستغلق عنك باشتغالك (1) أخرجه : البيهقي في شعب الايمان.
(2) سورة ق، الآية: 37.
(3) ما بين الحاصرتين: سقط من ط. وهاء مكان. غير ذلك.
(4) في أ: إلى غير ذلك.
(8) في ط: قإذا.
(5) في ط: إن شغل.
(9) في أ: على الله.
(6) في ط: العين.
(10) في آ: يوسوس.
(7) في ط: الأذن.
পৃষ্ঠা ৬৯