ومعنى لذات الله نفي ثبوتها .... لشيء سوى ذات الإله بلا أمر اعلم: أن المتكلمين يسمون هذا الفصل فصل الكيفية، والكيفية ما يسأل عنه بكيف، والماهية ما يسأل عنه بما، والمائية ما يسأل عنه بأين، وهو المكان، والكمية ما يسأل عنه بكم وهو العدد، فسموا هذا الفصل فصل الكيفية لأنه يقال: كيف يستحق سبحانه هذه الصفات هل لذاته أم لمعان أم لغير ذلك.
ثم إن الناظم رحمه الله ذكر في البيت: وإذ كملت هذي الصفات...إلخ، وفي البيت بعده: ولكن لذات الله، وفي البيت بعده: لأن المعاني لا تليق...إلخ، مسألة هامة تابعة لمسائل الصفات، فنقول: إن الله يستحق هذه الصفات لذاته، وتفسير ذلك أنه لا يحتاج في ثبوتها إلى فاعل ولا معنى يوجب هذه الصفات، وليست صفاته أمور زائدة على ذاته كما تقوله الأمورية، ولاهي أحوال ولا مزايا، وليس الموجب لثبوتها مقتض، ولا معان كما تقوله الأشاعرة، بل صفاته ذاته جل جلاله، ومعنى ذلك: أنه قادر بذاته لا بأمر غيره زايد على الذات، وعالم بذاته وسميع بصير بذاته.
والمعنى: أنه ليس إلا ذاته، وليست الباء هنا كمعناها في قولك: (كتبت بالقلم) بل كقولنا: (جاء زيد بنفسه) أي جاء هو لا غيره، وإيراد الأدلة والحجج لإبطال مذهب الأشاعرة وغيرهم مذكور في بسائط كتب الأصول كشرح الأساس والينابيع وغيرهما.
পৃষ্ঠা ২০