المسألة السابعة والثامنة (في أنه تعالى لايشبه شيئا من خلقه)
وأنه تعالى غني)
وأشهد أن الله لاشيء مثله(1) .... غني وسيع الجود ربي بلا نكر
ومن خلق الأشياء كان لنفسه .... غنيا(2) عن الأشياء ليس بذي فقر
وأشهد أن الله لا شيء مثله...إلخ: هذا شروع في مسائل النفي وهي الصفات التي يجب نفيها عن الله لأنها من صفات النقص، والبيت الأول قد اشتمل على مسألتين: الأولى: أنه تعالى لا يشبه شيئا من المحدثات، لأنه لو أشبه شيئا منها لكان جسما أو عرضا، ولوجب أن يكون محدثا مثلها أو تكون قديمة مثله، وكل ذلك لا يصح.
أما المسألة الثانية: وهي مسألة غني فحقيقة الغني: هو الحي الذي ليس بمحتاج، والذي يدل على ذلك أن نقول: إن الحاجة هي الدواعي الداعية إلى جلب المنافع ودفع المضار، والمنافع والمضار لا تجوز إلا على من جازت عليه الشهوة والنفار، والشهوة والنفار لا تجوز إلا على من جازت عليه الزيادة والنقصان، والزيادة والنقصان لا تجوزان إلا على الأجسام، وقد أوسع المتكلمون في هذا الدليل نطاق الكلام، وحسبنا أن نقول: أن الحاجة لا تجوز إلا على المخلوق المحدث، وقد ثبت بالأدلة القطعية أنه تعالى خالق المحدثات من الأجسام والأعراض.
পৃষ্ঠা ২১