قاعدة في أسباب محبة الله تعالى معرفته وأسباب معرفته
[بسم الله الرحمن الرحيم] الإيمان بما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، وغزواته، وابتداء نبوته، فبذلك يعلم عظم شأن النبوة ومتى علمت النبوة، ورسخت في القلوب، كان من لوازمها معرفة الرب العظيم المرسل، لأن النبوة والرسالة آياته وبيناته ودلالاته وتعريفاته لمن اتبع فهمه، وصفا، وأحب ذلك.
وأما من أحب الدنيا ومناصبها، فإنه يضيق قلبه عن شهوة المعرفة، ومن ضاق قلبه عن شيء لم يستعد له، ولم يتجاوز صورة الشريعة، وظواهر أحكامها، إلى حقائق أسرارها، ومعارف الرب تعالى منها، فلا يشرق في قلبه أنوار الأسماء والصفات، ولا حكم الأفعال.
ومن أحب معرفة الله تعالى، وعزفت نفسه عن الدنيا، ومناصبها وشهواتها، صعد من ظاهر السنة إلى باطنها، وعرف المراد من الرسالة، وهو النور المستجن في ضمن الشرائع والأحكام، فهي ستر على النور، فمن خرقه باشر قلبه بعون الله تعالى: صفو الإيمان
পৃষ্ঠা ৬১