وعرف الرب تعالى، الباعث للأنبياء بشرائعه وأحكامه، بأسمائه وصفاته وأفعاله، بحيث تلوح آثارها في قلبه المرتاض المطهر المحب العارف، الزاهد في الشهوات والرياسات، المعمور بالقرب والطاعات، ومتى عرف أحب، ومتى أحب لزم من المحبة الطاعة، فإن المحب مطيع لمن أحبه فيما أمره به، ونهاه عنه.
ومن لوازمها : دوام التقرب والمعاملة، فإن المحب متحرك إلى من أحبه ، بظاهره وباطنه.
ومن لوازمها: الرضا عنه، فإن المحب راض عمن أحبه، وإن جاء منه ما يسوؤه في الشاهد ، فكيف بمن لا يختار لعباده ومحبيه إلا الأصلح ? ولا يقضي لهم قضاء إلا كان خيرا لهم، وإن خفي ذلك عنهم في الظاهر، فهم لا يتهمونه في أقضيته، ويؤمنون بحكمها ومصالحها.
ومن لوازمها : طلب محبته، فإن ذلك من أكبر بغية المحبين ومن لوازمها : دوام الاستعانة، فإن معرفة الاقتدار، وصحة طالب محبة الله تعالى له، والرضا بكل حال عنه، والاستعانة في كل مطلوب منه به، والطاعة له فيما أمر في ظاهر الجسم، وفي دبيب الخواطر، يرجى أن يستعد بذلك لمحبة المولى الكريم، إذا شاء لزوال الأسباب ، المقت والإعراض من العبد، فإن أسباب المقت والإعراض والبغض منها : الإعراض، وهذا مقبل بطلبه، لمحبة مولاه له ، فيستحق إذا شاء أن يقبل بالمحبة عليه.
পৃষ্ঠা ৬২