منه إلا الطهارة ظاهرا وباطنا، فمثل هذا يرجى أن تناله هذه الرحمة الخاصة، برحمة الله ومشيئته، ولا يستبطئها ولو بعد حين.
ولها علامات: فمنها الحفظ عند الاستشراف إلى النقص والجفاء، وحمايته عن الهنات، في ظاهره وباطنه، ودوام تجلي الرحمة الخاصة الجمالية الجلالية على روحه، والتعريف الخاص له بما يراد منه، في أغلب الأوقات، في النوم واليقظة، موزونا بالكتاب والسنة، يستخير في أمر، فيمنع منه، أو ييسر له، فيعلم أن ذلك برضا سيده، ومولاه، وحبيبه، ويوقظ عند الفرائض إذا حصلت منه غفلة، وتلقى له المحبة في قلوب الأولياء أهل الصفوة، وربما كان ذلك عاما، وقد لا يكون.
وهناك أمور كثيرة: من ذلك علامات لا تنضبط، وجملتها، أن يوجد في القبضة، ويتولى في الجزئيات والكليات، لا بمعنى أنه يبقى معصوما، بل لا بد أن تجري عليه - بحكم البشرية - الهنات، ويوجد منه عندها الكآبة والندم والتوبة، مع مشاهدة الأقدار والأحكام، فيعبد مولاه بالتوبة في مقابلة الذنب، ويستجير برحمته من نقمته وسخطه مستعينا به في مقابلة القدر والحكم.
وفي الجملة؛ فالله تعالى وليه وكافله، ومتولي حركاته، وهذا المعنى هو ما ورد فيه : فبه يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش ، أي : يتولاه مولاه في ذلك كله.
فنسأل الله أن يجعلنا منهم، بمنه وكرمه ورحمته، آمين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
পৃষ্ঠা ৬০