[عودة لرأي الزيدية في الصحابة]
وعند أهل البيت أن الصحابة كغيرهم من أحسن فلنفسه ومن أساء
فعليها، بل ربما تكون المعصية منهم أقبح وأفحش، وذلك لأنهم رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشرفوا بمشافهته والسماع لآيات الله على لسانه فكانت المنة عليهم أكمل، والنعمة أتم.ولذلك قيل: حسنات الجاهلين سيئات للعارفين، وحكموا أي الأئمة على من تقدم أمير المؤمنين بالعصيان من غير أن يقطعوا بالكبر أو بالصغر، فعلى هذا عصيانهم محتمل للكبر والصغر، وقطعوا بفسق القاسطين والناكثين والمارقين، وكذلك الروافض والنواصب.
[بيان من هم الروافض والنواصب والمشبهة والقدرية والمرجئة]
والروافض: هم الذين رفضوا الجهاد مع الأئمة العادلين من أهل البيت، كالذين رفضوا الجهاد مع الإمام زيد عليه السلام.
والنواصب: هم كل من نصب الحرب لأهل البيت النبوي عليهم السلام بالقول والفعل أو بأحدهما.
وحكموا كذلك بضلال المشبهة والمجسمة، وهم كل من أثبت لله أعضاء، وجها ويدا أو عينا أو قدما، أو قال إنه يرى أو إنه في مكان أو أنه جسم أو نحو ذلك.
وحكموا كذلك بضلال القدرية والمجبرة وهم الذين يعملون المعاصي، ويقولون إنها بقضاء من الله وقدر، وأن الله هو الذي خلقها وقدرها وشاءها. وكذلك المرجئة وهم الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل، وكذلك يحكمون بضلال كل من خالف بعقيدته عقيدة آل محمد وأتباعهم رضوان الله عليهم.
পৃষ্ঠা ৬১