سوى أنها أقصر من جلسة الخطيب.
ولم نزل في بشر وافر، وسرور متواتر، نجتلي وجوه الأفراح المتتابعة، ونجتني من الوصل ثماره اليانعة، إلى أن صاح العترفان، ولا في المشرق ذنب السرحان. فعزمت
الجارية على الذهاب، وأمرت بإحضار الإزار والنقاب. فقمنا إلى موقف الوداع، وتشتت الشمل بعد الاجتماع:
وكان الدمع لي ذخرًا معدًا ... فأنفقت الذخيرة حين ساروا
الفصل الثاني عشر: في الشمعة والنار
جلست مع بعض الأصحاب، في ليلة حالكة الجلباب، ماؤها جامد، وهواؤها بارد، وطلها متناثر، والماشي بها في ذيله عاثر. نجري ذكر أهل البراعة، ونعد مناقب فرسان أهل اليراعة، ونورد أخبار أرباب اللسن، ونروي عنهم كل حديث حسن:
قوم بهم شرف الزمان، كلامهم ... شرك النفوس وعقلة الأحداق
أشخاص صرفت، ولكن ذكرهم ... أبدًا على مرّ الليالي باقي
فبينا نحن نجول في ميدان المحاضرة، ونحقق النظر في
1 / 54