كحقين من لبّ كافورة ... برأسيهما نقطتا عنبر
وبنان رطيب، على مثله يدور الخطيب، مقبل بالأفواه، مصافح بالجباه، فضّيّ الإهاب، مرقوم بالخضاب:
فما أعذب السكب من أدمعي ... وأحلى المشبك من نقشها
وقوام يقيم الحروب، ويثير كرّ الكروب. كامل الحسن مهفهف، وافر الدالّ مثقف. الرماح تخضع لديه، والأغصان تسجد بين يديه:
وقد روت عن لينه واعتداله ... صحاح العوالي مسندًا بعد مسند
وخصر نحيل، يشكو من ردفها الثقيل. ليس فيه حظ للمجتني لو سألتها عنه لقالت فني:
عيون الناظرين به أحاطت ... فلم تحتج إلى عقد الوشاح
وأردافٍ كالأحقاف، وعدها موسوم بالإخلاف، خارجة عن العادة، لكن فيها للمحبين الحسنى وزيادة:
تمشي بأردافٍ أبين قعودها ... بين النساء كما أبين قيامها
وسوقٍ جمد ماؤها، وبهر الأعين ضياؤها. مشرقة النور، قصبها من بلور:
لو لم يكن من برد ساقها ... لاحترقت من نار خلخالها.
1 / 52