يريد الحجر الأسود الذي يجب تقبيله على جميع الطائفين بالمسجد الحرام، على ما ثبت عن رسول الله عليه أفضل الصلاة وأشرف السلام. والسميدع، بفتح السين في لغة العرب: السيد.
وفضل يده على الحجر بما خصت به من الندى، وكثرة الجدي، ففضل يد الممدوح على الحجر الأسود وهذا من باب غلو الشعراء وإيغالهم، فيما ينمقون من زخارف أقوالهم؛ فشتان بين يديه وبين الحجر الأسود في الممات والمحيا، لأنه يشهد يوم القيامة لمن استلمه في الدنيا، وينال بذلك عند الله ﷻ المنزلة العليا.
وقال أيضًا في أبيه يسترضيه:
مولايَ أشكو إِليك داءً ... أصبح قلبي به قَريحَا
سُخطك قد زادني سَقَاما ... فأبعث إلىّ الرّضا مَسيحا
فقوله مسيحًا من القوافي التي يتحدى بها، لصعوبتها على من راماه وأدخلها هو في بابها، إذ كان المسيح بن مريم يشفي من العلل وأصابها.
وأدخل عليه يومًا بعض فتيانه باكورة نرجس، فكتب إلى ابن عمار يستدعيه:
قَد زارنا النَّرجسُ الذَّكيُّ ... وحانَ من يومنا العَشِىُّ
1 / 16