أما الحسين فقد ألف العديد من المصنفات في أغلب العلوم الشرعية والشائعة غير الشرعية في ذلك العصر، إلا أنه نبغ في الدقائق الأصولية والبيان والمنطق والنحو، بالإضافة إلى ذلك فقد ألف في الحديث والفقه والتفسير والتاريخ.
ومن الأمور التي تدل على اهتمام الإمام إسماعيل بن القاسم بتنشيط الحياة الفكرية المجالس التي كان يعقدها بين العلماء سواء أكانوا زيدية أو غير ذلك، وأيضا سواء كانوا يمنيين أو من العلماء الوافدين إليه من أنحاء الأقطار الإسلامية، الذين يجدون في مجالسه العلمية ساحة واسعة للمناقشة والتحاور القائمين على حب العلم والاجتهاد.
الحياة العمرانية
عندما آل أمر البلاد إلى الإمام إسماعيل تابع ذلك الاهتمام الذي كان في عهد آبائه السابقين من قبلهم لا سيما بعد أن شعر اليمنيون بالاستقرار في عهده عليه السلام، فانعكس ذلك بالطبع على الجوانب الحضارية للدولة الزيدية، والتي منها الازدهار العمراني، ولكن عبء ذلك الاهتمام لم يقع على كاهل الإمام إسماعيل فقط، بل شاركه العديد من الذين أدركوا ضرورة المشاركة، وعلى رأسهم آل القاسم.
هذا وقد حرص الإمام منذ آلت إليه الإمامة على تشييد المساجد والمدارس والحصون والقلاع والسواقي الجامعة لمياه الشرب، وسمسرات(1) مختلفة في الأسواق، إلى غير ذلك من الأعمال الكثيرة العظيمة.
পৃষ্ঠা ৫০