الحياة الإدارية والعامة
رغم اعتماد الإمام إسماعيل على الأمراء في تصريف شؤون الدولة إلا أنه كان عينا رقيبة عليهم، إذ لم يتوقف عن إرسال الرسائل إليهم والتي يوصيهم فيها بالاستقامة ليستقيم الناس، كما كان يحذرهم من أخذ الرشوة، لم يكتف الإمام بذلك، بل كثيرا ما قام بجولات تفقدية للاطمئنان على استتباب الأمن والعدل بين أمراء رعيته، حتى اعتبرت أغلب الكتب التاريخية فترة حكم الإمام إسماعيل أزهى فترات الإمامة، ولعل البروفسور سرجينت «Serjeant» قد وصفها وصفا دقيقا حينما قال:
«كان المتوكل مهتما جدا بشؤون الرعية ففي أيامه كانت الطرقات آمنة، والأسعار منخفضة، ولم يكن أحد ليظلم الآخر حتى ولو كان كافرا».هذا وقد انتهج الإمام إسماعيل أسلوبا حازما في معالجة بعض الأمور السياسية والإدارية الخاصة بدولته، ولذلك اهتم منذ البداية بالقضاء على الفوضى والاضطرابات والفتن التي انتشرت داخل المناطق التابعة لحكمه، وإخمادها حتى لا تؤدي إلى المزيد منها فتسبب الخلل في نظام الحكم.أما أهم إصلاحات الإمام الإدارية بعد قمع الفتن التي تؤثر على حياة العامة فهي:
إنشاء دار لضرب العملة في مدينة شهارة، هذا وقد انقسمت هذه العملة إلى أربعة أنواع:
الدرهم: وهو كبير على وزن الدرهم الإسلامي، كتب على وجهه الأول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعلى الوجه الثاني: المتوكل على الله أمير المؤمنين إسماعيل، كما سجل عليه تاريخ الضرب ومكانه.
পৃষ্ঠা ৫১