الدولة العثمانية كان اليمنيون في عهد الإمام إسماعيل بن القاسم لا يزالون حديثي عهد بالاستقلال عن الدولة العثمانية، ولهذا فإن روابطهم بها لم تكن قوية خاصة بعد الاحتكاك العسكري بين الطرفين، والذي أدى في النهاية إلى استقلال اليمنيين عام (1045ه / 1635م)، ومع هذا لم تخل هذه الفترة -أي فترة مادة البحث- من بعض العلاقات، ففي عام (1077ه / 1666م) قدم إلى اليمن مندوب السلطان العثماني محمد بن إبراهيم (1058 - 1099ه / 1648 - 1687م) وبرفقته مجموعة من القوات الانكشارية (هم مشاة الجيش العثماني) والاسباهية (هم الفرسان الذين يعملون في الجيش العثماني)، بالإضافة إلى هدية بعث بها السلطان إلى الإمام إسماعيل ابن القاسم، ولكن يبدو أن الإمام لم يستطع أن يتقبل وجود المندوب لديه، ولهذا أمر بعض رجاله باصطحابه إلى صنعاء، ومن هناك إلى المخا بعد أن أظهر المندوب أن غايته هي الوصول إلى الهند، ولكن هذا المندوب العثماني لم يفوت أي فرصة أثناء حديثه مع اليمنيين ليؤكد لهم قوة السلطان العثماني، كما أن اليمنيين استغلوا هذه الزيارة ليظهروا قوتهم أمام المندوب العثماني عن طريق الاستعراض العسكري لقواتهم(1).
পৃষ্ঠা ৪০