ولعل هذا راجع إلى رغبة كلا الطرفين تأكيد قوته للطرف الآخر، فربما قصد العثمانيون أن يؤكدوا لليمنيين أنه بإمكانهم استعادة اليمن، أما بالنسبة لليمنيين فربما قصدوا إشعار العثمانيين بأنه في استطاعتهم مقاومة أي هجوم عثماني، وخير دليل على أن العثمانيين كانت تراودهم فكرة استعادة اليمن، أن السلطان العثماني أمر في عام (1085ه / 1648م) بتوجيه حملة إلى اليمن لاستعادتها، ولكن ما أن وصلت تلك الحملة إلى مصر حتى لحق بها مندوب من السلطان العثماني ليأمرها بالتوقف، وعندما بلغت أنباء تلك الحملة للإمام إسماعيل بن القاسم رأى أن يرسل إلى السلطان العثماني بهدية، ولعله أراد بهذا، التودد أو استمالة السلطان، غير أن مستشاريه لم يوافقوه الرأي، وأوضحوا له أنه قد يفسر العثمانيون هذا التصرف على أنه ضعف في الجانب اليمني؛ فيكون محركا لهم لاحتلال اليمن، ولهذا عدل الإمام عن رأيه.
هذا ولم تنحصر علاقة اليمنيين على العثمانيين في الأستانة، بل لقد ارتبط الإمام إسماعيل عليه السلام بالباشا العثماني في سواكن(1) بعلاقة طيبة إذ تبودلت الرسائل والهدايا بين الطرفين بصورة دائمة تقريبا، وقد وصل مدى هذه العلاقة في بعض الأحيان إلى درجة طلب المساعدة من الإمام.
পৃষ্ঠা ৪১