============================================================
المنتقى من عصمة الأنيياء كما فعل رسول الله ظاليل، فإنه كان يتوب إلى الله تعالى في كل يوم ماثة مرة ويستغفر الله في كل جلسة سبعين مرة.1 قال سفيان الثوري: إن الله تعالى لم يجعل بينه وبين أحد من خلقه2 قرانة وإن جل قدره، أخرج آدم بزلة من الجنة، فأنت تنبسط من غير احتشام ولا مبالاة بالكبائر ترتكبها، ثم تتمتى على الله تعالى إدخالك الجنة، من أي وجه وقع لك هذا الانبساط؟ وروي عن النبي اي أنه قال:3 "إن الله تعالى قال لآدم: يا آدم سبقت رحمتي غضبي ولولا ذلك 1011و] لم تقبل توبتك ولا توبة أحد من ذريتك"4 وقوله: "اسبقت رحمتي غضبي"، والسبق والتأخر في صفات الله تعالى ممتنع، لكنه أراد سبق آثر الرحمة على أثر الغضب من جهة الوصول إلى العباد؛ حيث أخبر آدم ظلل أولا عن رحمته حين عطس آدم فقال: "الحمد لله"، قال الله تعالى: "يرحمك ربك1 ولذلك خلقتك" فجعل الله تعالى حال آدم وزلته واعتذاره وحال إبليس وإباءه واستكباره مرآة لأحوال ذرية آدم إلى يوم القيامة. ثم أباحه الله الجنة ومنعه عن تناول شجرة واحدة فقال: وكلا منها رغدا حيث شتتما ولا نقريا هلزو الشجرة فتكونا من الظاليين}10 امتحنه بمراعاة11 النهي، إذ التحرز عن المنهي12 أشد من الإقدام على المأمور.
مند أحمد بن حنبل، 45/2، 260/4؛ وصحيح مسلم، الذكر والدعاء 41؛ وستن أبي داود، الوتر 26؛ وسنن الترمذي، التفسير 1/47.
3ى - انه قال.
2ى: من عباده.
لم أجده بهذه الألفاظ ولعبارة: دسبقت رحمتي غضبي" انظر: مسند آحمد بن حنبل 242/2 258، 260؛ وصحيح البخاري، التوحيد 15، 22، 28؛ يده الخلق 1؛ وصحيح مسلم، التوبة؛ وسنن ابن ماجه، المقدمة 13؛ الزهد35.
ى: فقال.
5ى: لآدم انظر: جامع البيان للطبري، 202/1؛ والمستدرك على الصحيحين للحاكم، 1647؛ ومجمع الزوائد للهيثمي، 197/8؛ والمطالب العالية لابن حجر، 2713.
9ى: ثم أباح الله تعالى عليه الجنة.
ى: خلقك: 11 ل: لمراعاة.
1 سورة البقرة 35/2.
12ل: من المنهي:
পৃষ্ঠা ৩৬